* في عام 1066 عبر الدوق وليم دوق نورماندي في شمال فرنسا عبر القنال الانكليزي على رأس الجيش الصغير مؤلف من بضعة آلاف مقاتل في محاولة ليصبح حاكم انكلترا المطلق ولقد نجحت محاولته الجريئة وكانت هذه أخر غزوة أجنبية تغزو بريطانية وتكلل بالنجاح.
-
لقد كان الغزو النورماندي أكبر أثراً من قضية
حصول النورمنديين على تاج بريطانيا فقد أثر تأثيراً عميقاً على التاريخ الانكليزي
بأجمعه بشكل لم يكن حتى وليم الفاتح يتصوره.
-
ولد وليم في عام 1027 في مدينة فالايزي في
نورماندي في فرنسا و كان ابناً غير شرعياً لدوق نورماندي روبرت الأول و قد توفي
روبرت الأول عام 1035م بعد رجوعه من الحج إلى بيت المقدس
و قبل ذهابه إلى الحج كان قد عين وليم خليفة له و هكذا أصبح و ليم دوق نورماندي و
هو في الثامنة من العمر.
-
كان موقف وليم حرجاً فقد كان ولدا صغيراً
ويدين له بالولاء البارونات الإقطاعيين الذين كانوا
رجالاً كباراً وطموحهم أقوى مكن ولائهم له ولذلك تبع توليه السلطة فترة من الفوضى
كان وليم محظوظاً أثناءها فلم يخسر حياته.
-
في عام 1042م وهو في
الخامسة عشر أصبح فارساً واخذ يمارس دور في الحوادث السياسية إذ بعد سلسلة من
المعارك ضد البارونات المجاورة و كان ملك انكلترا من عام 1042م
و حتى عام 1066م هو ادوارد المعترف ولما كانت أدورت دون
خلف فقد جرت مناورات لتولي العرش البريطاني و الحقيقة أنه من جهة القرابة العصبية
كان ادعائه وليم بحقه في عرش انكلترا لا يخلو من الضعف فقد كانت والدة ادوار أخت جد
وليم و لكن في عام 1051 صدر وعد من ادوار لوليم بتوليه العرش بعد وفاته.
-
و في عام 1064 وقع هارولد جودوين و هو أقوى
اللوردات الإنكليز أسيراً تحت قبضة وليم و كان هارولد هذا صهر الملك الإنكليزي
ادوارد المعترف و قد عامل وليم أسيرا هارولد معاملة حسنة و لكنه لم يتركه حتى أقسم
له أغلظ الإيمان بأن يؤيده في ادعائه في عرش انكلترا.
-
كان هارولد يعتبر أنه اجبر على هذا القسم رابطاً
له لذلك وعندما توفي ادوارد المعترف و انتخب هارولد ملكاً لبريطانيا قبل هارولد هذا
الانتخاب وهو مطمئن الضمير ولكن وليم الذي كان يحترق شوقاً لحكم البلاد الجديدة قرر
أن يغزو بريطانيا و يفرض ادعائه فرضاً بالقوى.
- جمع وليم اسطولا لغزو بريطانيا و في آب 1066م مع انه كان مستعداً لإبحار إلا أن حملته تأخرت بسبب الرياح الشمالية الصاخبة و في أثناء ذلك كان ملك النرويج يشن هجوماً على بريطانيا فتصدى له هارولد و قتل الملك النرويجي و هزم جيشه و بعد يومين من هذا الانتصار الساحق لهارولد إذا بالريح تغيرت في بحر الشمال و يصحو الجو مما جعل وليم يشن هجومه المنتظر على بريطانيا كان من الواجب أن يريح هارولد جنوده قبل التصدي للغزو الثاني و لكن هارولد تسرع وأسرع بجيشه جنوباً لمقابلة وليم تقابل الجيشان في 14 تشرين الأول عام 1066 في معركة هيستنجز الشهيرة.
-
وقبل نهاية النهار استطاعت خيالة و رماة جيش
وليم أن تهزم الجيش الانجلو سكسوني و عندما هبط الليل كان الملك هارولد نفسه قد قتل
و قتل أخواه قبله في أوائل المعركة ولم يعد هناك أي قائد انكليزي يلم شعث الجيش
المنكر لمقاومة جيش وليم الفاتح و هكذا توج وليم ملكا في لندن صبيحة يوم الميلاد.