أطلس الحج والعمرة ((تاريخاً وفقهاً))
القسم الأول ((التاريخي))
ثانياً:
المدينة النبوية
الباب الأول:
المدينة النبوية وهجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إليها
* من خصائص المدينة النبوية:
• جعلها الله تعالى مدخل صدق, قال تعالى:( وقل رب أدخلني مدخل صدقٍ وأخرجني مخرج صدقٍ ) ـ حرمها الله تعالى على لسان حبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم؛ فهي حرام حرم ٌآمن.
• تحريم حمل السلاح فيها لقتال, أو لإراقة الدماء فيها, كما هو الحال في مكة المكرمة.
• تحريم التقاط لقطتها, إلا لمعرّف أو منشد, كما هو الحال في مكة المكرمة.
• تحريم الصيد فيها, وكذلك تنفيره, كما هو الحال في مكة المكرمة.
• تحريم خبط شجرها, وحشِّ حشيشها, وكلئها على الحلال, والمحرم, كما هو الحال في مكة المكرمة, خلافاً لأبي حنيفة رحمه الله.
• تحريم نقل ترابها, وأحجارها إلى خارج الحرم فيها, كما هو الحال في مكة المكرمة.
• إضافتها إلى الله ـ تعالى ـ , كما في قوله تعالى:( ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها ), حسب رأي عدد من المفسرين.
• إضافتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم كما مر في قوله تعالى:( كما أخرجك ربك من بيتك ) وقوله عليه الصلاة والسلام:( والمدينة حرمي ) إلى غير ذلك من النصوص.
• اختيار الله ـ تعالى ـ لها؛ لتكون مهاجراً, وقراراً, ومضجعاً لنبيه صلى الله عليه وسلم.
• جعلها الله ـ تعالى ـ مظهر الدين.
• افتتاح سائر البلدان منها.
• حرصه صلى الله عليه وسلم, وكبار أصحابه رضي الله عنهم على الموت بها, واستحباب الدعاء بالموت بها.
• دعاؤه صلى الله عليه وسلم بتحبيبها, مثل حب مكة, أو أشد من ذلك.
• تحريك النبي صلى الله عليه وسلم دابته عند رؤيته لجدران المدينة, عند قدومه من السفر؛ من شدة حبه صلى الله عليه وسلم لها.
• كثرة أسمائها, التي تدل على شرفها, ولا أعلم بلداً له من الأسماء مالها.
• تسميتها طيبة, وطابة, وأن الذي سماها بذلك هو الله ـ عز وجل ـ , وهذا تشريف إلهي لهذه المدينة النبوية.
• تسميتها في التوراة بـ: (مؤمنة, المحبوبة, المرحومة).
• طيب العيش بها.
• كثرة دعائه صلى الله عليه وسلم لها.
• وجود البركة فيها, وفي صاعها, ومدها, ومكيالها, وثمرها, ... .
الصحن والبستان داخل المسجد النبوي الشريف سنة 1326هـ/1908م
صورة تاريخية للمدينة النبوية ويظهر فيها المسجد النبوي الشريف
• مضاعفة البركة فيها على ما في مكة أضعافاً.
• المدينة في نفسها طَيّبة, حيث ينصح طيبها, وإن لم يكن فيها شيء من الطيب.
• المدينة تأكل القرى.
• عدم جواز تسميتها يثرب, وإنما هي المدينة؛ فهو علم عليها.
• هي كالكير تنفي خبثها, وشرارها, في كل وقت, وخاصة وقت ظهور الدجال.
• تنفي الذنوب كما ينفي الكير خبث الفضة؛ لشدة العيش فيها, وضيق الحال, فتتخلص النفوس من شهواتها وشرها, وميلها إلى الشهوات, ويبقى صلاحها.
• خروج الوباء (الحمى) منها إلى الجُحفة.
• افتتاحها بالإيمان, والقرآن, وغيرها بالسيف.
• وجوب الهجرة إليها قبل الفتح, والسُّكنى فيها لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم, ومواساته بالنفس, ويندب ذلك بعد الفتح (أي الهجرة والسُّكنى).
• من هاجر إليها قبل الفتح يحرم عليه العود إلى مكة للإقامة والسُّكنى فيها, كما نص عليه الجماهير ورخص له فيها (أي في مكة) ثلاثة أيام بعد أداء النسُّك.
• اختصاصها بكون الإيمان يأرز إليها.
• اشتباكها بالملائكة, وحراستهم لها؛. فلا يدخلها الطاعون, ولا الدجال.
• هي دار الإسلام أبداً.
• يئس الشيطان أن يُعبدَ فيها.
• منع دخول الكفار إليها, كما هو الحال في مكة.
• تخصيص أهل المدينة بأبعد المواقيت, زيادة في ثوابهم.
• الخلاف في البدء بالمدينة, أو مكة لمن أراد الحج, وأن بعض الصحابة كانوا يبدؤون بالمدينة إذا حجوا, يقولون نبدأ من حيث أحرام رسول الله صلى الله عليه وسلم.
• المدينة ومكة تقومان مقام المسجد الأقصى, لمن نذر الصلاة فيه, أو الاعتكاف, وأنه لا يجزئ عن واحد منهما.
• تعظيم الصغيرة من الذنوب في المدينة فتكون كبيرة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم:( من أحدث فيها حدثاً ...) والحدث: يشمل الصغيرة أيضاً: فهي بها كبيرة؛ لذا يعظم جزاؤها لدلاتها على تهاون وجرأة مرتكبها بحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
• يُندب عدم الركوب فيها لمن قدر على ذلك, وليس ثمة حاجة, كما كان يفعل الإمام مالك رحمه الله تعالى.
• استحباب الغسل لدخولها.
• استحباب الخروج منها من طريق,والعودة إليها من طريق آخر إذا رجع إليها, إن أمكن ذلك.
• لو نذر تطييب المسجد النبوي الشريف لزمه ذلك عند بعض الفقهاء.
• لو نذر إتيان المسجد النبوي الشريف, أو الصلاة فيه, لزمه الوفاء بذلك لحديث ( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد...).
• تكرار السلام على النبي صلى الله عليه وسلم, للغريب ـ بخلاف المقيم ـ كما قال الإمام مالك رحمه الله وغيره, إلا إذا سافر, أو قدم من السفر, وقال الزركشي رحمه الله: والصواب استحباب ذلك للجميع.
• الخسف بالجيش الذي يغزوها, ثم يخرج منها يريد مكة, فإذا منطقة الحرم يخسف به.
• اختصاصها بالرجل الصالح الذي يخرج منها ـ وهو خير الناس ـ؛ لقتله الدجال, ولن يسلط على أحد غيره, ثم يحييه الله تعالى, ولن يستطيع الدجال قتله ثانية.
• اختيار الله ـ تعالى ـ أهلها ليكونوا أنصار الله, وأنصار رسوله صلى الله عليه وسلم, فكانوا أهلاً للنصرة والإيواء.
• استحباب المجاورة بالمدينة؛ لما حصل في ذلك من نيل الدرجات, ومزيد الكرامات.
• شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم, وشهادته لمن صبر على لأوائها, وشدتها, ومن يموت فيها.
• استحباب الانقطاع في المدينة ليحصل له الموت فيها, حيث ورد بالحديث:( من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت بها ).
• اختصاص أهلها بمزيد الشفاعة, والإكرام, زائداً على غيرهم من الأمم.
• أهلها أول من يشفع لهم النبي صلى الله عليه وسلم, ثم أهل مكة.
• مضاعفة ثواب الأعمال الصالحة فيها, من صلاة, وصيام, وصدقة ... .
• لا يريد أحد أهلها بسوء, إلا إذا به الله ـ تعالى ـ, كما يذوب الملح بالماء.
• تحريم الإحداث فيها, أو إيواء المحدث.
• لا يدعها أحد رغبة منها إلا أبدلها الله ـ تعالى ـ خيراً منه.
• لا تخلو من أهل العلم, والفضل, والدين, إلى يوم القيامة, وفضل عالمها, وأن علمه أكثر من غيره.
• الوعيد الشديد لمن ظلم أهلها, أو أخافهم.
• من مات في أحد الحرمين من أهل الذِّمَّة, يُنبَش قبره, ويُخرَج إلى الحِل.
• من مات بالمدينة من المسلمين بُعِثَ من الآمنين.
• دفن أفضل الخلق صلى الله عليه وسلم بها, وأفضل هذه الأمة, وكثير من خير سلفها من آل البيت, ومن الصحابة, ومن بعدهم.
• خُلِق أفضل الخلق صلى الله عليه وسلم, ومن دفن فيها من خيار هذه الأمة, من الصحابة فمن بعدهم من تربتها؛ لأن المرء لا يدفن إلا في تربته الذي خلق منها.
• بها أفضل الشهداء الذين بذلوا أنفسهم في ذات الله تعالى, بين يدي رسوله صلى الله عليه وسلم, وشهادته صلى الله عليه وسلم.
• شهادته صلى الله عليه وسلم للشهداء في المدينة يوم أحد.
• كونها محفوفة بالشهداء.
• إكرام أهل المدينة, لأنهم جيرانه.
• الجالب إلى سوقها مرزوق, وهو كالمجاهد في سبيل الله ـ تعالى ـ , والمحتكر فيها ملعون.
• محاصرة المسلمين في آخر الزمان فيها.
• خروج الجيش فيها في آخر الزمان؛ لنصرة المسلمين في بلاد الشام, هم خيرة أهل الأرض يومئذ.
• اختيار الله ـ سبحانه وتعالى ـ لمكان مسجده صلى الله عليه وسلم, حيث كان يقول صلى الله عليه وسلم للأنصار حين يأخذون بزمام الناقة: دعوها فإنها مأمورة.
• تأسيس وبناء مسجدها على يد النبي صلى الله عليه وسلم, ومشاركة كبار الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.
• تأسيس مسجدها على التقوى من أول يوم.
• هي أول بلد اتخذ فيها مسجد لعامة المسلمين في هذه الأمة.
• كون مسجدها آخر مساجد الأنبياء عليهم, وعلى نبينا عليهم الصلاة والسلام, وهو أحق المساجد أن يزار.
• مسجدها أحد المساجد الثلاثة التي تُشَدُ إليها الرحال.
• اشتماله على بقعة هي أفضل بقاع الأرض بالإجماع, وهي الموضع الذي ضم جسد النبي عليه السلام في حجرته.
• الصلاة في المسجد النبوي الشريف أفضل, أو خير من ألف صلاة فيما سواه من المساجد, إلى المسجد الحرام, وهذا الفضل شامل لصلاة الفرض, والنافلة والله أعلم.
• من صلى فيها أربعين صلاة لا تفوته منها صلاة, كُتِبَت له براءة من النار, ونجاة من العذاب, وبَرِئَ من النفاق.
• من خرج على طُهرٍ من بيته يريد المسجد النبوي الشريف كان بمنزلة حجة.
• صلاة الجمعة بها كألف جمعة فيها سواها, إلا المسجد الحرام.
• صيام شهر رمضان بها كصيام ألف شهر في غيرها.
• قبلَتُه وكذلك قبلة مسجد قُباء أعدلِ قبلة مسجد في الأرض.
• ما بين المنبر الشريف, والبيت الشريف روضة من رياض الجنة, فهي مخصصة بذلك.
• اتساع الروضة الشريفة, لتشمل ما بين الشريفة ومُصلى العيد (مسجد الغمامة) وكل هذا فضل من الله ـ تعالى ـ .
• لا يُجتهد في محراب النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه صواب قطعاً, وكان مسجد قُبا؛ لأن الذي عينهما هو النبي صلى الله عليه وسلم بإرشاد جبريل عليه السلام.
- عن سعيدٍ عن أبي هريرةَ رضيَ الله عنهُ عنِ النبي صلى الله عليه وسلم قال:( لا تُشَدُّ الِرّحالُ إلاّ إلى ثلاثةِ مساجِدَ: المسجدِ الحرامِ, ومسجدِ الرسول صلى الله عليه وسلم ومسجد الأقصى ).