* فرانسيسكو بزارو المغامر الإسباني الأمي الذي هزم إمبراطورية الأنكا في بيرو ولد حوالي عام 1475 في مدينة ترجيلو في إسبانيا وقد أتى بزارو إلى العالم الجديد بحثاً عن الشهرة و الثروة شأنه شأن زميله هيرناندو كورتيز و ابتداء من عام 1502 حتى 1509 عاش (بزارو) في جزيرة هسبانيولا في البحر الكاريبي.
- و في عام 1515 كان أحد أفراد الحملة التي جردها دي بالباو و التي اكتشفت المحيط الهادي و في عام 1519 استقر في (بنما) و عندما أصبح (بزارو) في السابعة و الأربعين من العمر علم بوجود إمبراطورية الأنكا في بيرو من أحد المستكشفين الأسبان الذين زاروها.
- و قد كان بزارو متأثرا بعمل (كورتيز) الذي فتح المكسيك فقرر أن يهزم إمبراطورية الأنكا و قد كانت أول محاولة له من عام 1524 – 1525 و كانت غير ناجحة و قد اضطرت سفينتاه للعودة قبل الوصول إلى بيرو أما في الحملة الثانية فقد وصل إلى ساحل البيرو و رجع و معه الذهب و حيوانات اللاما و الهنود الحمر الذين سلبهم من تلك البلاد.
- و في عام 1528 رجع إلى أسبانيا و هناك و في السنة التالي أعطا الإمبراطورية شارلكان السلطة و الأذن بفتح بيرو و ضمها لإسبانيا و زوده بالأموال لتلك الحملة.
- رجع بزارو إلى بناما حيث جمع رجال الحملة التي أبحرت من بناما عام 1531 و كان بزارو قد بلغ السادسة و الخمسين من العمر و كانت القوة التي جمعها تتألف من حوالي 200 رجل بينما كانت الإمبراطورية التي نوى فتحها تتألف من أكثر من ستة ملايين نسمة.
- وصل بزارو إلى بيرو في السنة التالية و قد أخذ معه 177 رجلاً فقط و 62 حصاناً و زحف إلى داخل البلاد باتجاه مدينة كاجامركا حيث كان حاكم الأنكا المدعو أتاهوليا (وقد نعته المؤلف بالغبي) يقيم هناك و معه نحو 40 ألف مقاتل و قد قام بزارو و بخدعة لئيمة انطوت على (أتاهوليا) إذ طلب منه (بزارو) أن يقابله شخصياً دون سلاح ومعه جماعة من جنده غير المسلحين أيضاً (حوالي 5000 شخص).
- كان الواجب ألا تنطلي تلك الحيلة على أتاهوليا فمن غبائه أن قَبِلَ بمقابلة بزارو وهذا القبول فيه عدم التقدير للعواقب و هكذا اغتنم (بزارو) الفرصة الذهبية و هاجم جماعة أتاهوليا الذين رافقوه دون سلاح و في مدة نصف ساعة أفناهم عن بكرة أبيهم و لكنه أبقى على حياة أتاهوليا المسكين ليجعل منه وسيلة لابتزاز الذهب و الفضة من بلاده أما جيشه الجرار فقد امتنع عن القتال لأن أتاهوليا الذي يعتبر نصف إله قد أخذ أسيراً فلا مجال للقتال عندهم و إلاههم في الأسر.
- و هكذا وضع (بزارو) ملكاً لشعب الأنكا ألعوبة ينصاع لرأي الإسبان وبذلك خضعت إمبراطورية الأنكا بعد سلسلة من المعارك غير المتكافئة من هذا النوع للحكم الإسباني.