* سيرته:
- هو أبو بكر محمد بن يحيى بن الصائغ التُجيبي السَّرَقُسْطي المعروف بابن باجَّه، والمعروف عند الغرب باسم "Avempace".
- وُلد في سَرَقُسْطة (منطقة أراغون حالياً) في الأندلس، واختلفت الآراء حول سنة ولادته (1085م أو 1095م).
- عملَ في بداية حياته كاتباً ووزيراً لأبي بكر بن إبراهيم بن تيفلويت الذي حكم في عهد المُرابطين، ثم رحل بعد وفاة ابن تيفلويت إلى غرناطة ثم إلى فاس ، بعد أن عصفت الاضطرابات الداخلية بالأندلس وهجمات الإسبان عليها.
- كان ابن باجَّة ثاقب الذهن، صحيح النظر، صادق الرؤية، قسا عليه الدَّهر فضاعت معظم مؤلفاته ولم يبقَ منها سوى بعض الرسائل والصفحات. كما أنَّ له من المؤلفات مخطوطة في مكتبة برلين العامة تقع في 440 صفحة، وقد غَيَّر هذا المخطوط أحكام العلماء على ابن باجَّة، وأزال الغموض عن بعض النقاط وألقى نورا على تراثه وآرائه.
* إسهاماته العلمية:
- برعَ ابنُ باجَّة في الفلسفة، العلوم الطبيعية، الفلك، الرياضيات، الشَّعر، الموسيقى، الطب والأدوية المفردة، علم النباتات، المنطق، الهندسة، وحُظي بتقدير العلماء والمورخين.
- كما أنه أول فيلسوف إسلامي يفصل الدين عن الفلسفة، فلم يتعرض للدين وانصرف إلى المجالِ العقلي، وهو يرى في بحثه عن الحقيقة سعادة اجتمعت حول نفسه، وأن الحياة السعيدة يمكن توفيرها بالأفعال الصادرة عن الرَّوية، والعقل الفَعَّال.
- ولذلك يعتبره الدارسون أول من أقام الفكر على أسس علوم الرياضيات والطبيعة، وانتهج طريقاً جديدة أثارت من حوله الأحقاد واتهامه بالزندقة والكفر، كما أنه يُمَثِل في الغرب ما يسمى بالمدرسة الأرسطوية الأفلاطونية الجديدة، ووضع علومه في خدمة فلسفته.
- تأثر ابن باجَّه بالبيئة والأوضاع التي نشأ فيها، فكان يحبذ اعتزال الناس والمجتمع، لذلك رأى نفسه في وحدة عقلية، ومع ذلك كان ضد الصوفية وانتقدها، وآمن بأن العلم وحده قادر على الوصول بالإنسان إلى إدراك ذاته وفهم العقل الفَعَّال.
- ولابن باجَّة أثراً كبيراً في أوروبا وفضلٌ عظيم في ازدهار الفلسفة فيها، كما تأثر بأعماله علماء الفلك والرياضيات والطب.
- انتقد ابن باجه نظام بطليموس في الفلك وبيَّن مواضع الضعف فيه، كما خالف ابن سينا، الفارابي والغزالي في أرائهم الفلسفية.
- أبرز من تأثر بابن باجَّه من ابن رشد وابن طُفيل.
* مؤلفاته:
- كتاب الأدوية المفردة لجالينوس.
- كتاب التجربتين على أدوية بن وافد.
- كتاب تدبير المتوحد.
- كتاب النبات.
- كتاب اختصار الحاوي للرازي.
- كتاب كلام في المزاج بما هو طبي.
- كتاب النَّفس.
- كتاب الكون والفساد.
- رسالة الوداع.
- رسائل الاتصال.
- رسائل ابن باجَّة الإلهية.
* وفاته:
- توفي مسموماً عام 1138م، من قبل بعض أطباء ذلك العصر وخصومه الذين اتهموه بالإلحاد والكفر، ودُفن في فاس.