* بلدة ألبيروبيلو الصغيرة في محافظة باري، في المنطقة الجنوبية من بوليا، في إيطاليا، تعرض بعض الأمثلة الرائعة لمباني تقليدية يطلق عليها ترولي. هذه الأكواخ الحجرية الجافة تم بناؤها من ألواح الحجر الجيري المكدسة فوق بعضها لتشكيل أسطح هرمية، مقببة أو مخروطية. وتتميز هذه المباني بالاستقرار بشكل مدهش.
- وقد بنيت ترولي خلال فترة من التاريخ، عندما كان بناء المساكن المستقرة يخضع لضرائب عالية. وأتي السكان البارعون في المنطقة بفكرة ترولي وهي منازل مؤقتة يمكن تفكيكها في وقت قصير، خاصة عندما يكون مفتش الضرائب حولها. ويعرف ذلك بحدوثه عام 1644 لإحباط مفتشي الضرائب الذين بعث بهم ملك نابولي.
- وقد شيدت منازل ترولي باستخدام صخور الحجر الجيري التي تم جمعها من الحقول المجاورة. تم وضع الجدران الهيكلية مباشرة علي حجر الأساس، بعد إزالة التربة السطحية عند الضرورة. وتحتوي الجدران علي نوافذ صغيرة، في حين وضعت المواقد والأفران والتجاويف في الجدران السميكة. وشيدت الأسطح في طبقتين مع طبقة من الحجر الجيري تميل ظاهريا علي السطح الخارجي لمنع تسرب مياه الأمطار. وتنتهي الأسطح في قمة زخرفية، مع طريقة بارعة لجمع مياه الأمطار عن طريق توجيهها إلي بئر تحت المنزل.
- الديكورات الداخلية مجهزة بتجهيزات خشبية، مثل إطارات الأبواب، والشرفات، وما إلي ذلك، وفي بعض منازل ترولي الكبيرة يوجد طابق ثاني يتكون من أرضية خشبية ويكون الوصول إليه عن طريق سلم خشبي.
- وقد كانت جدران منازل ترولي الحجرية السميكة تحمي السكان من الشمس الحارقة موفرة لهم بيئة داخلية باردة ولطيفة في فصل الصيف. ومع ذلك، خلال أشهر الشتاء، تصبح منازل ترولي باردة بشدة. تكثف الرطوبة المنبعثة من الطهي والتنفس يجعل من الصعب الشعور بالدفئ حتي أمام النار. وببساطة كان السكان يتركون الأبواب مفتوحة أثناء النهار لإبقاء المنازل جافة من الداخل، والعيش في الخارج أكثر من الداخل.
- بدأ بناء ترولي في منتصف القرن السادس عشر واستمر حتي أوائل القرن العشرين. وقد انخفض بناء منازل ترولي جديدة بسرعة منذ القرن التاسع عشر. حيث بدأت تكلفة العمالة في الارتفاع في القرن العشرين، والنفقات الهائلة للتعامل مع مئات الأطنان اللازمة لبناء منزل واحد أصبحت باهظة.
- لم تعد تبني منازل ترولي جديدة في ألبيروبيلو. والمنازل الباقية منذ القرنين الثامن عشر والتاسع عشر والعقود الأولي من القرن العشرين، يتم استخدامها حاليا كمتاجر، مطاعم، ومساكن، والكثير منها لا تزال مأهولة بالسكان المحليين. ولوجود مجموعة فريدة من نوعها تضم حوالي 1,500 منزل ترولي في بيئة حضرية، تم تعيين ألبيروبيلو موقعا للتراث العالمي لليونسكو.