القســــــــم الأول الأديــــــــــان الســــــــــــــماوية
النصـــرانـيـة Christian
* انقسام الكنيسة:
- نظراً لتباعد مركزا النصرانية، (روما والقسطنطينية)، خلال القرون الوسطى، أدى إلى تفاقم الخلافات العقدية، وزاد ذلك الخلاف النقاش حول سلطة البابا مما آل إلى الانشقاق النهائي بين الكنيستين عام 1054م، وهو ذلك الانشقاق الذي مازال مستمراً حتى يومنا هذا؟.!.
- ونظراً لضعف السلطة البابوية. بدأ كثير من الملوك والأباطرة بعد فترة من تسلط الكنيسة، يتمردون على السلطة البابوية بل بدأوا يمارسون نفوذهم، ويقللون من امتيازات البابوية، كما نشأ تنافس وخلاف بين الكاردينالات (رؤساء في الكنيسة) حول منصب البابا. وقد أضعفت هذه الخلافات بين الملوك والبابوات، إضافة إلى الصراع داخل الكنيسة من مكانة الكنيسة، ومركزها الأخلاقي، الأمر الذي حفز بعض رجال الدين النصارى للدعوة إلى الإصلاح.
* ينقسم الأرثوذوكس أصحاب الطبيعة الواحدة إلى:
1ـ الكنيسة الأرثوذوكسية: في مصر والحبشة وتسمي نفسها باسم الكنيسة الأرثوذكسية المرقصية نسبة إلى الرسول مرقص صاحب الإنجيل، لأن بطاركتها يعتبرون أنفسهم خلفاء لهذا الرسول، وقد استقل مسيحيو الحبشة أخيراً بعض الاستقلال في شؤونهم الدينية.
2ـ الكنيسة الأرثوذوكسية السريانية: التي يرأسها بطريرك السريان ويتبعها كثير من مسيحيي آسيا.
3ـ الكنيسة الأرثوذوكسية الأرمنية: وهي تتفق مع الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذوكسية في القول بالطبيعة الواحدة، لكن تختلف عنهما في القول التقاليد والطقوس.
* الكنيسة الكاثوليكية:
- التعريف بالكنيسة: هي أكبر الكنائس النصرانية في العالم، وتدعي أنها أم الكنائس ومعلمتهن، يزعم أتباعها أن مؤسسها بطرس الرسول في القرن الميلادي الأول، وتتمثل في عدة كنائس تتبع كنيسة روما وتعترف بسيادة بابا روما عليها، وسميت بالكنيسة الغربية أو اللاتينية لامتداد نفوذها إلى الغرب اللاتيني خاصة.
- تاريخ نشأتها: يدعي أصحابها بأن القديس بطرس ت 62 م هو المؤسس الأول لكنيستها على حسب ما أشار إليه القديس سيبريان 248-258م مع أن مصادر التاريخ الكنسي تشير إلى أن لكل من بولس وبطرس دوره في وجودها.
- أول من استعمل لفظ كاثوليك للدعوة لتأييد الكنيسة مقابل حركات الخروج على مفاهيمها وعقائدها - الهرطقة -أيقف أنطاكية القديس أغناطيوس الأنطاكي القرن2م.
- خلاصة معتقدها: تؤمن الكنيسة الكاثوليكية مثل باقي الكنائس الأخرى بإله واحد مثلث الأقانيم: الأب، الابن، الروح القدس، على حسب ما ورد في قانون الإيمان النيقاوي لعام 325م؛ كما تؤمن بأن للمسيح طبيعتين بعد الاتحاد: إحداهما لاهوتية، والأخرى ناسوتية.
- يؤمن الكاثوليك بما أقر في مجمع القسطنطينية الرابع عام 869م من أن الروح القدس منبثق من الأب الابن معاً.
- ويعتقد الكاثوليك أن أقنوم الابن أقل من أقنوم الأب في الدرجة، وأن الأقانيم ما هي إلا مراحل انقلب فيها الله إلى الإنسان (تعالى الله عن ذلك)، ولذا فهي ذوات وهو دونه يساوي فيها المسيح الأب حسب لاهوته وهو دونه حسب ناسوته، كما ينص على ذلك قانون الإيمان الأثناسيوسي.
* الكنيسة الأرثوذوكسية:
- التعريف بالكنيسة: هي أحد الكنائس الرئيسة الثلاث في النصرانية، وقد انفصلت عن الكنيسة الكاثوليكية الغربية بشكل نهائي عام 1054 م ، وتمثلت في عدة كنائس مستقلة لا تعترف بسيادة بابا روما عليها، ويجمعهم الإيمان بأن الروح القدس منبثقة عن الأب وحده وعلى خلاف بينهم في طبيعة المسيح، وتدعى أرثوذكسية بمعنى مستقيمة المعتقد مقابل الكنائس الأخرى، ويتركز أتباعها في المشرق ولذا يطلق عليها الكنيسة الشرقية.
- تاريخ نشأتها: في نهاية القرن 9 م، وبالتحديد بعد انقضاء مجمع القسطنطينية الخامس عام 879م أصبح يمثل الأرثوذكسية كنيستان رئيسيتان:
1ـ الكنيسة الأرثوذكسية المصرية أو القبطية، والمعروفة باسم الكنيسة المرقسية الأرثوذكسية أو كنيسة الإسكندرية، التي تؤمن بأن للمسيح طبيعة واحدة ومشيئة واحدة، وتضم كنائس الحبشة والسودان، ويوافقها على ذلك كنائس الأرمن و اليعقوبية.
2ـ الكنيسة الأرثوذكسية أو كنيسة القسطنطينية، والمعروفة باسم كنيسة الروم الأرثوذكس أو كنيسة الشرقية، تخالف الكنيسة المصرية في طبيعة المسيح بينما توافق الكنيسة الكاثوليكية الغربية بأن للمسيح طبيعتين ومشيئتين، ويجمعها مع الكنيسة المصرية الإيمان بانبثاق الروح القدس عن الأب وحده، وتضم كنائس أورشليم واليونان وروسيا وأوربا الشرقية.
- خلاصة معتقدها: تؤمن الكنيسة الأرثوذكسية مثل الكنائس الأخرى بإله واحد مثلث الأقانيم الأب، الابن الروح القدس على حسب ما ورد في قانون الإيمان النيقاوي 325م. كما تؤمن بربوبية و ألوهية الرب والمسيح في آن واحد على أنهما من جوهر واحد ومشيئة واحد، ومتساويين في الأزلية، لكن كنيسة أورشليم الأرثوذكسية اليونانية ومن يتبعها تؤمن بأن المسيح له طبيعتان ومشيئتان موافقة لمجمع كليدونية 451م.
- ويؤمن الأرثوذكس بالزيادة التي أضيفت على قانون الإيمان النيقاوي في مجمع القسطنطينية عام 381م التي تتضمن الإيمان بالروح القدس الرب المحيي والمنبثق من الأب وحده، فله طبيعته وجوهره، وهو روح الله وحياة الكون ومصدر الحكمة والبركة فيه، ويعتقد الأرثوذكس الأقباط أن الأقانيم الثلاثة ما هي إلا خصائص للذات الإلهية الواحدة، ومتساوية معه في الجوهرة والأزلية، ومنزهة عن التأليف والتركيب، لكن الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية ومن تبعها تعتبر أقنوم الابن أقل من أقنوم الأب في الدرجة، ولذلك فهي عند اليونان مراحل انقلب فيها الله إلى الإنسان.
* الكنيسة البروتستانتية:
- التعريف بالكنيسة: فرقة من النصرانية احتجوا على الكنيسة الغربية باسم الإنجيل والعقل، وتسمى كنيستهم بالبروتستانتية حيث يعترضون (protest) على كل أمر يخالف الكتاب وخلاص أنفسهم، وتسمى بالإنجيلية أيضاً حيث يتبعون الإنجيل دون سواه، ويعتقدون أن لكل قادر الحق في فهمه، فلكل متساوون ومسؤولون أمامه.
- تاريخ نشأتها: حركة إصلاحية بدأت في الكنيسة الكاثوليكية في القرن 16م، متأثرة بدعوات الإصلاح السابقة لها، ومن ثم تحولت من حركة إصلاحية داخل الكنيسة إلى حركة عقائدية مستقلة ومناهضة لها، وفي عام 1517م أرسل البابا ليو العاشر مندوبه الرهب حمنا تنزل لبيع صكوك الغفران في ألمانيا، فما أن أعلن عنها وبالغ في أمرها حتى ثار عليه لوثر، وكتب في معارضته وثيقته الشهيرة التي تتضمن خمسة وتسعين مبدأ في معارضة الكنيسة وعلقها على باب كنيسة القلعة.
- خلاصة معتقدها: تؤمن الكنائس البروتستانتية بنفس أصول المعتقدات التي تؤمن بها الكنيسة الكاثوليكية، ولكنها تخالفها في بعض الأمور، ومنها ما يلي:
1- الخضوع لنصوص الكتاب المقدس وحده، حيث إن الكتاب المقدس بعهديه هو دستور الإيمان وعليه تقاس قرارات المجامع السابقة وأوامر الكنيسة؛ فيقبل ما يوافقه فقط، يقول لوثر:"يجب أن يكون الكتاب المقدس مرجعنا الأخير للعقيدة أو أداء الشعائر".
2- عدد أسفار العهد القديم ستة وستون سفراً وهي الأسفار القانونية، أما باقي الأسفار وعددها أربعة عشر، فتسميها الأبوكريفيا أي غير الصحيحة فلا تعترف بها كما لا تؤمن الكنائس البروتستانتية بعصمة البابا أو رجال الدين، وتهاجم بيع صكوك الغفران حيث ترى أن الخلاص والفوز في الآخرة لا يكون إلا برحمة الله وكرمه وفي الدنيا في الالتزام بالفرائض والكرازة ـ التبشير بالإنجيل. إن القديسين لقب يمكن أن يوصف به كل إنسان نصراني حيث إن القداسة في فهمهم ليست في ذات الشخص ولكنها مقام يصل إليه.
نسبة النصارى في العالم لباقي الديانات
حسب إحصائية العام 1993 تعد المسيحية من أكثر الديانات شيوعاً وبأتباع يربون على المليارين مسيحي ( مليار كاثوليكي، 500مليون بروتوستانتي، 240 مليون أرثوذوكسي، 200 مليون مسيحي من الطوائف الأخرى).