لفلي سمايل

صفة الحج

تاريخ الإضافة : 16-11-1438 هـ

أطلس الحج والعمرة ((تاريخاً وفقهاً))


القسم الثاني ((الفقهي))

فقه الحج والعمرة

 

مكانة الحج في الإسلام

 

صفة الحج

 

أولاً: يوم التروية (الثامن من ذي الحجة):

 

صفة الحج

 

ويَومُ التَّروِيَةِ: لأَنَّهُم كانوا يَرتَوُونَ فيه من الماءِ لما بَعدُ, أو لأَنَّ إبراهيمَ, عليه السلام كَانَ يَتَرَوَّى ويَتَفكَّرُ في رُؤياهُ فيه, وفي التاسِعِ عَرَّفَ, وفي العاشِرِ استَعمَلَ. "القاموس المحيط"

 

التَّروِيَةُ: بمكة, سُمّي بذلك لأنهم كانوا يتروون به من الماء أي يحملونه في الروايا منه إلى عرَفة لأنه لم يكن بعرفة ماءٌ؛ قاله عياض. "معجم البلدان"

 

1- إذا كان يوم التروية وهو اليوم الثامن من ذي الحجة اُستحب للذين أحلوا بعد العمرة, وهم المتمتعون أن يحرموا بالحج ضحى من مساكنهم, وكذلك من أراد الحج من أهل مكة. أما القارن والمفرد الذين لم يحلوا من إحرامهم فهم باقون على إحرامهم الأول.

 

2- يستحب الاغتسال, والتنظف, والتطيب, وأن يفعل ما فعل عند إحرامه من الميقات.

 

3- ينوي الحج بقلبه ويلبي قائلاً: لبيك حجاً, وإن كان خائفاً من عائق يمنعه من إتمام حجه اشترط فقال: فإن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني, وإذا كان حاجاً عن غيره نوى بقلبه, ثم قال: لبيك حجاً فلان, أو عن فلانة, أو عن أم فلان إن كانت أنثى, ثم يستمر في التلبية:( لبيك اللهم لبيك, لبيك لا شريك لك لبيك, إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك ). وإن زاد: لبيك إله الحق لبيك, فحسن؛ لثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم.

 

صفة الحج

 

4- يستحب التوجه إلى منى قبل الزوال, والإكثار من التلبية.

 

5- يصلي بمنى الظهر, والعصر, والمغرب, والعشاء, والفجر قصراً بلا جمع, إلا المغرب والفجر فلا يقصران؛ لأن صلى الله عليه وسلم صلى بالناس من أهل مكة وغيرهم قصراً, فلا فرق بين أهل مكة, وغيرهم: لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمرهم بالإتمام, ولو كان واجباً عليهم لبينه لهم.

 

6- يستحب للحاج أن يبيت بمنى ليلة عرفه؛ لفعله صلى الله عليه وسلم, فإذا صلى الفجر مكث حتى تطلع الشمس, فإذا طلعت سار من منى إلى عرفات ملبياً, أو مكبراً؛ لقول أنس رضي الله عنه: كان يهل منا المهل فلا ينكر عليه, ويكبر منا المكبر فلا ينكر عليه, وقد أقرهم النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك, لكن الأفضل لزوم التلبية؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لازمها.

 

صفة الحج

 

ثانياً: يوم عرفة (التاسع من ذي الحجة):

 

صفة الحج

 

* (يوم الوقوف بعرفة " 9 من ذي الحجة ")

 

- فضل يوم عرفة: حَدَّثَنَا عَبدُ الله بنُ كنَانَةَ بن عَبَّاسِ ابنِ مِردَاس السَّلميُّ أَنَّ أبَاهُ أَخبَرهُ عن أَبيه, أَنَّ النَّبيَّ دَعَا لأمَّتهِ عَشيَّةَ عَرَفَةَ بالمغفرَة. فَأُجيبَ: إنّي قد غَفَرتُ لهُم, مَا خَلَاَ الظّالمَ.

 

فَإنّي آخُذُ للمَظلُوم منهُ. قَالَ:( أي رَبّ إن شئتَ أَعطَيتَ المظُلوَمَ من الجَنَّةَ. وَغَفَرتَ للظَّالم ) فَلَم يُجَب عَشيَّتَهُ. فَلمّا أَصبَحَ بالمزدَلفَة أَعَادَ الدُّعَاءَ. فَأُجيبَ إلى مَا سَأَلَ. قَالَ: فَضَحكَ رَسُولُ الله, أو قاَلَ: تَبَسَّمَ. فَقَالَ لَهُ أبُو بَكر وَعُمَرُ: بأبي أَنتَ وَأمّي إنَّ هذه لَسَاعَةٌ مَا كُنتَ تَضحَكُ فيهَا. فَمَا الَّذيَ أَضحَككَ؟ أضحَكَ الله سنَّكَ قال:( إنَّ عَدُوَّ الله إبليسَ, لَّما عَلمَ أنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ, قَد استَجَابَ دُعَائي, وَغَفَرَ لأُمَّتي, أَخَذَ التُّرَاَبَ فَجَعَلَ يَحثُوهُ عَلَى رَأسِهِ وَيَدعُو باِلوَيلِ وَالثّبورِ. فَأضحَكَنيِ مَا رَأَيتُ مِن جَزَعِهِ ). سنن ابن ماجه "المناسك".

 

1- يصلي الحاج صلاة الفجر بمنى يوم التاسع من ذي الحجة, ثم ينتظر إلى طلوع الشمس؛ اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم, كما في حديث جابر" ثم مكث قليلاً حتى طلعت الشمس ".

فإذا طلعت الشمس توجه إلى عرفة وإلى موطن الحج الأكبر؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم:( الحج عرفة ), ويُسن للحاج أن يكثر من الدعاء والتلبية, والتهليل والتكبير, فعن محمد بن أبي بكر الثَّقَفيُّ قال:( سألتُ أنَساً ـ ونحنُ غادِيان من منِىً إلى عَرَفاتٍ ـ كيفَ كنتم تَصنَعونَ معَ النبيّ صلى الله عليه وسلم؟ قال: كانً يُلَبّي الملَبّيِ لا يُنكَرُ عليه, ويُكَبّرُ المكبّرُ فلا يُنكَرُ عليه ).

 

صفة الحج

جبل الرحمة على صعيد عرفات

 

صفة الحج

 

عن جُبَير بن مُطعم, قَالَ رَسُولُ الله:( كُلُ عَرَفَات مَوقَفٌ, وارفَعُوا عَن عُرَنَةَ, وكُلُ مزدلفةَ مَوقِفٌ, وارفعوا عَن مُحَسّرِ فكل فجَاجِ منِى مَنحَرٌ, وفي كُلّ أيّامِ التشريقِ ذَبٌح ).

 

2- يُسن للحجاج النزول بنمرة في بطن الوادي إلى الزوال إن تيسر ذلك؛ لفعل النبي صلى الله عليه وسلم, فإذا زالت الشمس سُنَّ للإمام أو نائبه, أن يخطب في الناس خطبة تناسب الحال, يبين فيها ما شرع للحاج في هذا اليوم وبعده, ويأمرهم فيها بتقوى الله وتوحيده, والإخلاص له في كل الأعمال, ويحذرهم من محارمه.. وغير ذلك.

 

- وبعد ذلك يصلي الحجاج الظهر والعصر قصراً وجمعاً في وقت الأولى بأذان واحد, وإقامتين؛ لفعله صلى الله عليه وسلم كما في حديث جابر.

 

صفة الحج

 

3- إذا فرغ الحاج من الاستماع للخطبة والصلاة جمعاً وقصراً, فعليه أن ينطلق إلى عرفات؛ فقد أجمعت الأمة على أن الوقوف بعرفة هو الركن الأعظم للحج, وأنه لا يتم الحج إلا به, فمن لم يأت عرفة قبل طلوع فجر يوم النحر ولو لحظة, ولو ماراً, فقد فاته الحج بإجماع العلماء؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم:( الحَجُّ عَرَفَةُ, فَمَن أَدرَكَ لَيلَةَ عَرَفَةَ قَبلَ طُلُوعِ الفَجرِ من لَيلَةٍ جَمعٍ فَقَد تَمَّ حَجُّهُ ).

 

4- الوقوف بعرفة يبدأ من حين زوال شمس يوم التاسع إلى طلوع الفجر الثاني من يوم النحر؛ امتثالاً لفعل النبي صلى الله عليه وسلم؛ فإنه وقف بعد زوال الشمس؛ وهو القائل عليه السلام:( خذوا عني مناسككم ). رواه مسلم من حديث جابر رضي الله عنه.

 

مسألة: اختلف العلماء ـ رحمهم الله ـ فيما قبل الزوال من يوم عرفة هل يجزئ الوقوف فيه أم لا يجزئ,؟

 

على قولين: الأكثرون على أن الوقوف لا يجزئ إلا بعد الزوال, لأنه موقف النبي عليه والسلام وفعله, وهذا قول الجمهور, وذهب الإمام أحمد وجماعة إلى أن الوقوف قبل الزوال يجزئ ويدرك به الحج, وأنّ وقت الوقوف يبدأ من طلوع الفجر يوم عرفة إلى طلوع الفجر يوم النحر, فلو وقف قبل الزوال في صباح عرفة وانصرف أجزأه ذلك, ولكن عليه دم؛ لأنه لم يقف إلى الغروب, واستدلوا بعموم حديث عروة بن مضرس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له:( من شهد صلاتنا هذه, ووقف معنا حتى ندفع, وقد وقف بعرفة قبل ذلك ليلاً أو نهاراً؛ فقد تم حجه, وقضى تفثه ) فأطلق النهار, قالوا: فهذا يشمل ما قبل الزوال وما بعده, لكن الأحوط ما ذهب إليه الجمهور؛ لفعل النبي صلى الله عليه وسلم.

 

صفة الحج

 

وضعت الدولة ـ رعاها الله ـ لوحات إرشادية بينت حدود عرفة بعلامات وكتابات توضح عرفة من غيرها, فمن كان داخل الحدود الموضحة فهو في عرفة, ومن كان خارجها فهو ليس في عرفة, وعلى كل حاج أن يتأكد من ذلك, وأن يتعرف على تلك الحدود ليتأكد من كونه في عرفة.

 

صفة الحج

 

ثالثاً: المبيت بمزدلفة (ليلة العاشر من ذي الحجة):

 

* موقع مزدلفة في المشاعر المقدسة:

مزدلفة: سماها الله بالمشعر الحرام وذكرها في قوله:( فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام ).

 

- وهي عبارة عن واد يمتد من مُحَسِّر غرباً إلى المأزمين شرقاً, طوله نحو أربعة آلاف متر, وسمي بذلك؛ لأن الناس يأتون إليه في زلف (أي: ساعات) من الليل, ويقال له: جمع, لاجتماع الناس به, والمزدلفة من الحرم, وفيها يرى على يمين السائر إلى عرفة (المشعر الحرام) على بعد 2548 متراً من أول الوادي من جهة المُحَسِّر.

 

صفة الحج

 

أعمال الحج (المبيت بمزدلفة, ليلة العاشر من ذي الحجة):

 

1- الإفاضة من عرفات إلى مزدلفة:
إذا غربت الشمس يوم عرفة توجه الحاج إلى مزدلفة ملبياً, ومكبراً, ومهللاً, وحامداً, ويقول:
( الله أكبر الله أكبر الله أكبر, لا إله إلا الله والله أكبر, الله أكبر ولله الحمد ) ويقول:( إليك اللهم أرغب, وإياك أرجو, فتقبل نسكي ووفقني, وارزقني فيه من الخير أكثر مما أطلب, ولا تخيبني, إنك أنت الله الجواد الكريم ).

يسير الحاج إلى مزدلفة على هيئته بالسكينة, والوقار دون إسراع؛ لئلا يؤذي أحداً, وعندما يصل الحاج إلى مزدلفة يحاول النزول قرب مسجد المشعر الحرام (جبل قزح) إن تيسر.

 

2- يستحب الإكثار من الدعاء, والأذكار, والتلبية, وقراءة ما تيسر من القرآن الكريم؛ لقوله تعالى:( فَإذَا أَفَضْتُم منْ عَرَفَاتٍ فَاذكُرُوا الله عِنْدَ المَشْعَرِ الحَرَامِ وَاذكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإنْ كُنْتُم منْ قَبْلهِ لمنَ الضَّالّيِنَ * ثُمَّ أَفيِضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتغْفِرُوا الله إِنَّ الله غَفُورٌ رَحِيم ). البقرة 198-199.

 

3- يصلي المغرب والعشاء بعد دخول وقت العشاء جمعاً بأذان واحد, وإقامة واحد, وإقامة واحدة, ويؤخر سُنُّة المغرب, والعشاء, والوتر إلى ما بعد فرض العشاء.

من الدعاء المأثور بمزدلفة:( اللهم إني أسألك فواتح الخير وخواتمه وجوامعه وأوله وآخره وظاهره وباطنه والدرجات العلا في الجنة, وأن تصلح لي شأني كله, وأن تصرف عني الشر كله, فإنه لا يفعل ذلك غيرك, ولا يجود به إلا أنت ). ويكثر من الاستغفار.

 

4- يبيت الحاج بمزدلفة حتى منتصف الليل, ثم يتزود الحاج بالحصيات وعددها 70 حصاة (فوق حجم الحمص ودون البندق) لرمي الجمرات كلها.

 

صفة الحج

 

5- إذا طلع الفجر يُسَن أن يصلي الصبح في أول وقتها, ثم يقول:( الله أكبر الله أكبر الله أكبر, لا إله إلا الله والله أكبر, الله أكبر ولله الحمد ) ويصلي على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم, ويدعو رافعاً يديه إلى السماء.

يجب الانتباه إلى أن مزدلفة كلها موقف إلا وادي مُحَسِّر.

 

* المبيت في مزدلفة:

- أمر مفترض؛ لأن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بات بها, وقال:( خذوا عني مناسككم ). فالواجب على الحاج أن يبيت بها إذا انصرف من عرفات بعد الغروب يقصد مزدلفة, فيصلي بها المغرب والعشاء قصراً وجمعاً, العشاء ثنتين والمغرب ثلاث, بأذان واحد وإقامتين, ويبيت بها حتى يصلي بها الفجر, فإذا صلّى بها الفجر جلس بها أيضاً يذكر الله ويدعو مستقبلاً القبلة, وإن قرب من المشعر فحسن, ولكن كل مزدلفة موقف, والحمد لله, وفي أي مكان منها, يذكر الله ويدعو مستقبلاً القبلة حتى يسفر, فإذا أسفر انصرف إلى منى كما فعله النبي ـ عليه السلام ـ. وهذا المبيت واجب عند أهل العلم على الصحيح.

 

صفة الحج

مسجد المشعر الحرام بمزدلفة

 

رابعاً: يوم العيد ـ يوم النحر (اليوم العاشر من ذي الحجة):

 

* مِنى: فإذا وصل الحجاج مِنى اتجهوا إلى جمرة العقبة لرميها, فإن رميها هو أول عمل يقوم به الحاج ـ إن أمكن ـ فإنه تحية مِنى والأولى أن لا يشتغل قبله بشيء وهو يوافق صلاة العيد في الأمصار ولذا ليس في مِنى صلاة عيد على الحجاج.

 

صفة الحج

 

أعمال الحج (يوم العيد ((يوم النحر)), ليلة العاشر من ذي الحجة):

 

- من السُنَّةِ أن ينصرف الحاجُ من مزدلفة إلى مِنى إذا أسفر الصبح, وقبل أن تشرق الشمس من هذا اليوم, ويُسن له أن يُلبي في طريقه, فإذا وصل إلى منى قام بالأعمال المشروعة في يوم العيد؛ وهي خمسة على النحو التالي:

 * أعمال يوم العيد:

1- رمي جمرة العقبة.

2- النحر.

3- الحلق أو التقصير.

4- طواف الإفاضة.

5- السعي بين الصفا والمروة.

 

1- رمي جمرة العقبة:

- إذا وصلت إلى جمرة العقبة, فارمها بسبع حصيات, ويُستحب أن تُكبِّر مع كل رمية, ويجب عليك أن تسقط كل حصاة في الحوض رمياً ـ لا وضعاً باليد ـ, ولا يجب أن تصيب الشاخص, كما يظن البعض, حينما يرمون الشاخص حتى تضربه الحصاة, فترتد بعيداً عن الحوض, ومثل هذا لا يصح ولا يجزيء؛ لأن الشاخص إنما وضع لتستدل به على الحوض فقط, وليس ليكون هدفاً للرمي, فلا تجزئ الحصاة إلا إذا وقعت في الحوض رمياً.

- (آخر وقت رمي جمرة العقبة: طلوع الفجر من يوم الحادي عشر).

 

* مسألة: لو شك الرامي كم رمى؟ ستاً أم سبعاً, فماذا يفعل؟

جـ: هذا الحاج متيقن أنه رمى ستاً لكنه شك هل رمى السابعة أم لا؟ فهذا يبني على ما تيقنه وهو الست فيزيد واحدة, لكن لا يكن هذا دأبه بل ليحرص على التقيد بالعدد والتثبت؛ حتى لا يزيد في العبادة ما ليس منها, ولا يكون هذا مجالاً لفتح باب الوسواس لديه.

 

تنبيه: ويجب أن تنتبه إلى أن حوض جمرة العقبة هو الحوض المخصص للرمي وليس المراد أن يرمي الجدار الشاخص, فترمي الحصى حتى تسقط في الحوض, وبتلك الجهة هي الجهة الجنوبية بحيث تكون مِنى عن يمينك ومكة عن يسارك.

 

- وعلى كل حاج يوقف التلبية عندما يرمي جمرة العقبة، ففي الصحيحين: عن الفضل بن عباس رضي الله عنهما: (كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم من جمع إلى منى فلم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة).

 

* مسألة: من أين يلتقط الحصى؟

- لك أن تلتقط الحصى من أي مكان, حتى من مِنى, ولم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً في تحديد مكان دون غيره يستحب أن يلقط فيه الحصى.

 

مسألة: ما حكم التوكيل لرمي الجمار؟
جـ:
لا يجوز للإنسان أن يوكل أحداً في رمي الجمار عنه مادام قادراً, إلا إذا كان عاجزاً, أو مريضاً, أو كانت امرأة حاملاً تخشى على حملها, فلها أن توكِّل.

 

صفة الحج

جمرة العقبة

 

2- النحـــر:

- ثم بعد ذلك يقوم الحاج بنحر هديه إن كان عليه هدي بأن كان متمتعاً أو قارناً, أما المفرد فلا هدي عليه, ووقت النحر يمتد إلى آخر أيام التشريق, ويجب أن يكون في حدود الحرم, فلا يجوز نحر الهدي في عرفة مثلاً أو أي مكان من الحل, ويجوز ليلاً أو نهاراً من أيام التشريق, وليس له أثر في تحلل الحاج.

- ومن لا يقدر على شراء الهدي, يصوم ثلاثة أيام في الحج, قبل يوم النحر, أو في أيام التشريق, ولا يجوز لأحد أن يصوم أيام التشريق إلا من لم يجد الهدي من الحجاج, ويصوم سبعة إذا رجع إلى أهله.

(آخر وقت النحر: غروب شمس آخر أيام التشريق, وهو يوم الثالث عشر).

 

* وينبغي أن يراعي في هديه:

أ‌- تحقق السنن الشرعية في الهدي بأن يكون جذعاً من الضأن ـ وهو ما له ستة أشهر ـ أو ثنياً من المعز ـ وهو ما له سنة ـ وإن أراد أن يشترك مع غيره في بقرة,أو بدنة, فالثني من البقر ما تم له سنتان ودخل في الثالثة, ومن الإبل ما تم له خمس سنين ودخل في السادسة.

 

ب‌- أن تكون سليمة من العيوب التي تخل بالأضحية من عور بين, أو عرج, أو كسر قرن, أو قطع أذن, أو نحو ذلك.

 

ج- أن تكون سمينة جديدة, فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمر أصحابه أن يستسمنوا الأضاحي ويستحسنوها, وأن يستشرفوا القرن والأذن؛ للتأكد من سلامتها من العيوب.

 

- ويستحب أن يقول عند نحره أو ذبحه:( بسم الله والله أكبر, اللهم هذا منك و لك, اللهم تقبل مني ). ويوجهه إلى القبلة؛ فإن ذلك سنة, ولو ذبح إلى غير القبلة ترك السنة وأجزأته ذبيحته, ويستحب أن يأكل من هديه أو أضحيته, ويهدي ويتصدق لقوله تعالى:( فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير ).

 

صفة الحج

 

3- الحلق أو التقصير:

- ثم حلق أو تقصر من شعرك والحلق أفضل, والمرأة تقص من طرف شعرها قدر أنملة, وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم للمحلقين, عن عبدِ الله بنِ عمرَ رضي الله عنهما:( أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: اللهم ارحم المحلقين. قالوا: والمقصرين يا رسول الله, قال: اللَّهمَّ ارحمَ المحَلّقينَ. قالوا: والمقصرينَ يا رسولَ اللهِ, قال: والمقصّرين ). وقال الليثُ حدّثَني نافع ((رحمَ الله المحلّقِينَ مرّةً أو مرَّتيَنِ)). قال: وقال عُبيدُ الله ِحدّثني نافعٌ (وقال في الرابعةِ والمُقَصّرين). , فعلينا أن نغتنم دعوة خير البشر ولا نفرط في هذا, ولنتذكر أننا نحلق رؤوسنا؛ امتثالاً لأمر الله؛ واتباعاً لسنة النبي صلى الله عليه وسلم, فإذا لم نبذل هذا الشعر اليسير لمرضاة الله, فكيف بأعظم منه من المال, والنفس, وغيرها؟.


- والأفضل أن يبدأ المحلق من جانب الرأس الأيمن ثم الأيسر.

 

صفة الحج

 

على الرغم من الجهود العظيمة التي تبذلها حكومة المملكة في سبيل تطوير الخدمات في الحج؛ إلا أن هناك بعض التصرفات الخاطئة من بعض الحجاج حينما لا يهتمون بأداء شعيرة الحلق والتقصير. هذه الشعيرة العظيمة في الأماكن التي حددتها الحكومة, كأماكن الحلاقة المنتشرة في المشاعر, ومكة, فتجدهم ـ وللأسف ـ يحلقون أو يقصرون في الشوارع, أو الأزقة, أو بين الخيام, بصورة غير حضارية؛ لذلك يحاول أعداء الإسلام جاهدين تسليط الضوء على هذه المخالفات وتصويرها على أنها سلوك عام بين المسلمين في الحج, وهذا ما حاولت جاهدا من خلال هذا الأطلس الاستشهاد به من خلال هذه القصاصة من هذا الكتاب الأجنبي, والله من وراء القصد.

 

صفة الحج

 

4- طواف الإفاضة:

- طواف الإفاضة: ويسمى طواف الزيارة, وهو ركن في الحج, وركن في العمرة أيضاً باتفاق, من فاته بطل حجه وعمرته, ولا يجبر الدم. فبعد الحلق أو التقصير: يتحلل الحاج التحلل الأول, ويُسَن له أن يخلع ملابس الإحرام, ويلبس ثيابه المعتادة, ويتنظف, ويتطيب, ثم ينطلق إلى البيت الحرام؛ ليطوف طواف الإفاضة, وهو طواف الحج, ويسمى أيضاً طواف الزيارة, وليس في هذا الطواف اضطباع ولا رمل. وبعد الطواف يصلي ركعتين خلف المقام, فإن لم يتيسر ففي أي مكان من المسجد الحرام.

 

- وقته: بطلوع فجر يوم النحر عند الأحناف, والمالكية, وقال الشافعي, وأحمد: يدخل وقته بمضي نصف ليلة النحر, ولا آخر لوقته, فإن وقته العمر كله, ولكن يجب فعله في يوم من أيام النحر عند الأحناف, أو في يوم من أيام ذي الحجة عند المالكية, فإن أخره كره وعليه دم, وفعله يوم النحر أفضل؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم: أفاض (طاف) يوم النحر, ثم رجع فصلى الظهر بمنى, فيسن الطواف في هذا اليوم.

 

صفة الحج

آخر وقت لطواف الإفاضة هو نهاية شهر ذي الحجة

 

5- السعي:

- السعي: بعد الطواف تسعى بين الصفا والمروة إن كنت متمتعاً, أو كنت قارناً, أو مفرداً ولم تسع بعد طواف القدوم, فيجب عليك أن تسعى هنا. (آخر وقت السعي: نهاية شهر ذي الحجة).

 

- فالمتمتع يسعى سعيين, سعياً لعمرته وسعياً لحجه, وأما القارن والمفرد فيسعيان سعياً واحداً؛ لحديث عائشة رضي الله عنها:( وأما الذين جمعوا بين الحج والعمرة فقد طافوا طوافاً واحداً ) تعني الطواف بين الصفا, والمروة وهو السعي, متفق عليه.

 

صفة الحج

 

* فائــــدة: اعلم أنه يوجد في الحج تحللان:

 

أـ تحلل أول وهو بالإتيان باثنين من ثلاثة من:

1- طواف الإفاضة.

2- رمي جمرة العقبة.

3- الحلق أو التقصير, والثلاثة يدخل وقتها بعد منتصف ليلة العيد ويحل بالتحلل الأول ما حُرِّم على المحرم سوى أمور النساء.

 

ب- وتحلل ثان وهو بالإتيان بالأمور الثلاثة, ويحل له بذلك ما حرم بالإحرام.

التحلل الأول: يكون بفعل اثنين من: طواف الإفاضة, والحلق أو التقصير, ورمي جمرة العقبة.

والتحلل الثاني: يكون بإتمام الثلاثة.

 

- والجماع قبل التحلل الأول يفسد الحج, ويلزم إتمامه والقضاء فوراً ـ أي في السنة القابلة ـ هذا إن كان عامداً غير ناسٍ, ولا جاهلٍ؛ لكونه بعيداً عن العلماء وتلزمه الكفارة, وهي: بدنة, فإن لم يجد فبقرة, فسبع من الشياه, فإن لم يستطع قوم البدنة واشترى بقيمتها طعاماً وتصدق به, فإن لم يستطع صام عن كل مد يوماً.

- ومن ترك الإحرام من الميقات, أو رمي الجمرات الثلاث, فعليه ذبح شاة, فإن عجز صام عشرة أيام, ثلاثة في الحج, وسبعة إذا رجع إلى أهله.

- وهكذا ينتهي الحاج من أعمال يوم العيد ((النَّـحر)).

 

خامساً: اليوم الأول من أيام التشريق (اليوم الحادي عشر من ذي الحجة):

* أيام التشريق: قال الفيروز آبادي: أيامُ التَّشْريقِ: أو:لأنَّ الهَدْيَ لا يُنْحَرُ حتى تَشْرُقَ الشمسُ. وكمُعَظَّمٍ: مسجدُ الخَيْفِ, والمُصَلَّى, ...أ ـ هـ.

( وَاذكُرُواْ الله في أيّامٍ مَّعْدُوداتٍ فَمَن تَعَجَّلَ في يَوْمَيْنِ فلَاَ إثْمَ عَلَيه وَمَن تَأَخَّرَ فَلاَ إثمَ عَلَيْهِ لمَنِ اتَقَى وَاتَّقُواْ الله وَاعْلَمُوآ أنَكمُ إِليهِ تُحْشَرُونَ )

 

صفة الحج

 

* أعمال الحج (اليوم الحادي عشر من ذي الحجة, اليوم الأول من أيام التشريق):

1- بعد طواف الإفاضة في يوم العيد ((النحر)) يعود الحاج إلى منى للمبيت بها ليالي أيام التشريق الثلاثة, أو للمبيت ليلتين لمن أراد التعجل عملاً بقوله تعالى:( وَاذكُرُوا الله في أَيّام مَّعْدُوداتٍ فَمَن تَعَجَّلَ في يَومَيْنِ فَلاَ إِثمَ عَلَيهِ لِمَنِ اتَقَى ), وعن نُبَيشَةَ الهُذَلِيّ, قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله:( أَيّامُ التّشرِيقِ أيّامُ أَكلٍ وَشُربٍ ).

 

- يستمر التكبير المطلق إلى نهاية آخر يوم من أيام التشريق, ولا فرق في ذلك بين الحاج وغيره؛ لقوله تعالى:( وَيَذْكُرُوا اسْمَ الله في أيام مَعْلُوماَتٍ ), وقوله تعالى:( وَاذْكُرُوا الله في أيام مَعْدُودَاتٍ ) فالأيام المعلومات هي أيام العشر, والمعدودات أيام التشريق, قاله ابن عباس, ذكر ذلك البخاري عنه, وقال البخاري: كان ابن عمر, وأبو هريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السوق في أيام العشر فيكبران ويكبر الناس بتكبيرهما.

 

س: هل يجوز للحاج تأخير رمي جمرة العقبة الأولى إلى اليوم الثاني أو الثالث من أيام التشريق بدون عذر أم لا, وما حكم من فعل ذلك؟

ج: لا يجوز للحاج تأخير رمي جمرة العقبة إلى اليوم الثاني أو الثالث من أيام التشريق بدون عذر؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم رماها يوم العيد, وتبعه في ذلك الصحابة فلم يؤخروها إلى أيام التشريق بلا عذر, وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:( خذوا عني مناسككم ), ومن أخرها إلى أيام التشريق بلا عذر فقد خالف السنة, وحرم من بعض أجر نسكه, وعليه أن يستغفر الله لما مضى, ويحرص على أداء نسكه على وجهه الشرعي في المستقبل.وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالمملكة العربية السعودية.

 

صفة الحج

 

1- صفة الرمي: ويبدأ من بعد الزوال على النحو التالي:

أ – تبدأ بالجمرة الصغرى ((الأولى)): وهي التي تلي مسجد الخيف, وهي أبعدهن عن مكة, فيرميها بسبع حصيات متعاقبات, يرفع يده مع كل حصاة, قائلاً: الله أكبر,, ثم يتقدم قليلاً, ويأخذ جهة اليمين ثم يقف مستقبلاً القبلة ويدعو الله بما يشاء ويتضرع إليه.

 

ب – ثم يرمي الجمرة ((الوسطى)): كالأولى, بسبع حصيات متعاقبات, يرفع يده مع كل حصاة, قائلاً: الله أكبر, ويُسَن أن يتقدم قليلاً بعد رميها, ويجعلها عن يمينه, ويستقبل القبلة, ويرفع يديه, فيدعو الله كثيراً.

 

ج – ثم يرمي جمرة العقبة ((الكبرى)): كالسابقتين, بسبع حصيات متعاقبات, يرفع يده مع كل حصاة, قائلاً: الله أكبر, ويُسَن أن يستقبل الجمرة, ويجعل مِنى عن يمينه, ومكة المكرمة عن يساره, ولا يقف بعدها للدعاء كما فعل في السابقتين.

 

صفة الحج

 

1- هناك إجماع على أن وقت الفضيلة في رمي جمرة العقبة الكبرى, من بعد الشروق من يوم العيد إلى الزوال, وفي الجمرات الثلاثة من بعد الزوال إلى الغروب في أيام التشريق.

2- وهناك إجماع على أن النبي صلى الله عليه وسلم أَذِن برمي جمرة العقبة الكبرى, قبل شروق الشمس للضعفة, والنساء, والصبيان؛ لكن هناك خلافاً: هل رموا قبل الفجر, أم بعده؟؟

 

صفة الحج

الشاخص الذي يتم فيه رمي الجمرات

 

* أوقات الرمي ثلاثة:

1- وقت فضيلة: هو الوقت الذي رمى فيه الرسول عليه السلام.

2- وقت أداء: الأوقات التي أذن فيها للضعفة (24 ساعة).

3- وقت قضاء: كل أيام منى (من 10 إلى 13 ذي الحجة).

 

- وقت الفضيلة: هي الأوقات التي رمى فيها النبي صلى الله عليه وسلم, واتفق كل الفقهاء على أن هذا هو الأفضل اتباعاً لسنته عليه السلام, وهو بعد الشروق من يوم العيد إلى الزوال بالنسبة لجمرة العقبة الكبرى, ومن بعد الزوال حتى غروب الشمس لرمي الجمرات الثلاث, أيام الحادي عشر, والثاني عشر, والثالث عشر, وهو موضع اتفاق بين المذاهب الإسلامية.

 

سادساً: اليوم الثاني من أيام التشريق (اليوم الثاني عشر من ذي الحجة):

 

صفة الحج

 

* أعمال الحج (اليوم الثاني عشر من ذي الحجة, الثاني من أيام التشريق):

1- ينبغي على الحاج أن يبيت بمِنى ليلة الثاني عشر من ذي الحجة الثاني من أيام التشريق, وإذا أخذت الشمس بالزوال يقوم برمي الجمرات الثلاث.

 

2- إذا رغب الحاج بالتعجل فلا بأس عليه بعد الرمي من اليوم الثاني عشر, وهو أن يخرج من منى قبل وقت الغروب, أما إذا مكث فيها حتى وقت الغروب فلا يجوز له التعجل, إلا إذا كان قد بيت النية وتجهز لذلك, لكن زحام الخروج وقف عقبة له, هنا يجوز له الخروج, ولو بعد غروب الشمس, عملاً بقوله تعالى:( وَاذكُرُوا الله في أيامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَن تَعَجَّلَ في يَوْمَينِ فَلاَ إِثمَ عَلَيهِ لِمَنِ أتَّقَى ).

 

3- يرمي الحاج الجمرات في اليوم الثاني من أيام التشريق بعد الزوال, كما رماها في اليوم الأول, ويفعل عند الأولى والثانية كما فعل في اليوم الأول؛ اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم.

 

سابعاً: اليوم الثالث من أيام التشريق (اليوم الثالث عشر من ذي الحجة):

 

صفة الحج

 

* أعمال الحج (اليوم الثالث عشر من ذي الحجة, الثالث من أيام التشريق):

1- هو خاص بمن تأخر كما في قوله تعالى:( وَاذكُرُوا اللهَ في أَيّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَن تَعَجّلَ في يَوْمَيْنِ فلاَ إثمَ عَلَيهِ ومَن تَأَخرَ فَلا إثمَ عَلَيهِ لمَنِ أَتقَى ).

 

2- ينبغي على الحاج أن يبيت بمِنى ليلة الثالث عشر من ذي الحجة, الثالث من أيام التشريق, وإذا أخذت الشمس بالزوال يقوم برمي الجمرات الثلاث.

 

3- يرمي الحاج الجمرات في اليوم الثالث من أيام التشريق بعد الزوال, كما رماها في اليومين السابقين, ويفعل كما فعل في اليوم الأول والثاني؛ اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم.

 

4- فإذا عزمت الرجوع إلى بلدك فطف طواف الوداع, فعن ابنِ طاوُس عن أبيهِ عنِ ابن ِعبّاسٍ رضيَ الله عنهما قال:( أُمرَ الناسُ أن يكونَ آخرُ عهدِهم بالبيت, إلاَّ أنَه ُخُفَّفَ عنِ الحائضِ ). فمن هذا الحديث يتضح بأن الحائض والنفساء ليس عليهما طواف وداع.

 

صفة الحج

وبذلك تمت مناسك الحج بفضل الله وتوفيقة.

مواضيع ذات صلة

إضف تعليقك

فضلا اكتب ماتراه فى الصورة

تعليقات الزوار (0)

ملاحظة للأخوة الزوار : التعليقات لا تعبر بالضرورة عن رأي موقع لفلي سمايل أو منتسبيه، إنما تعبر عن رأي الزائر وبهذا نخلي أي مسؤولية عن الموقع..