* كان باخ المؤلف الموسيقي المشهور أول رجل نجح في ربط جميع الأساليب القومية في الموسيقى التي وجدت في غرب أوربا بوضع أفضل مما كان هنالك من التقاليد الموسيقية المورثة في ايطاليا و فرنسا و ألمانيا و بذلك نجح في إثراء كل منها على حدة ولقد كان باخ نصف منسي خلال الخمسين سنة الأولى التي تلت وفاته و لكن صيته و شهرته كانت قد نمت باستمرار خلال ال15سنة الماضية و أصبح من المعترف به أنه أحد اثنين أو ثلاثة مؤلفين موسيقيين عاشوا في هذه الدنيا وفي رأي بعضهم أشهر موسيقي عاش على وجه الأرض.
-
ولد باخ في عام 1685 في مدينة ايسناخ في ألمانيا.
-
و كان من حسن حظه أنه
ولد في محيط كانت المواهب الموسيقية به مقدرة حق قدرها و المنجزات الموسيقية و في
الحقيقة كانت عائلة باخ من العائلات البارزة في الموسيقى لمدة من الزمن قبل مولده و
كان والده عازف كمان رفيع الشأن وكان اثنان من عمومته مؤلفين موسيقيين موهوبين من
ابناء عمه موسيقيين محترمين.
-
توفيت والدة باخ وهو في التاسعة وبعد عام تبعها
والده، وقد منح منحة دراسية في مدارسة القديس ميخائيل في لونبيرغ بسبب صوته الشجي
من جهة وبسبب حاجته وفقره من جهة أخر وبعد تخرجه من مدرسة القديس ميخائيل حصل
على وظيفة عازف على الكمان في اوركسترا الحجرة.
-
وفي السنوات العشرين التالية
ولي عدة مركز ووظائف وفي أثناء حياته كان مشهورا بأنه عازف بارع على (الأرغ) مع أنه
كان مؤلفا وأستاذا وقائدا للفرقة الموسيقية أيضا.
-
وفي عام 1723 كان باخ في
الثامنة والثلاثين حصل على وظيفة رئيس المرتلين في كنيسة القديس توماس في لينبرغ
وقد احتفظ في هذه الوظيفة خلال السبعة والعشرين عاما الأخيرة في حياته وتوفي عام
1750.
-
مع أن باخ كان دائما مستور الحال أثناء حياته فقد كان قادرا على سد رمقه
ورمق عائلته طيلة حياته ولكنه لم يحصل على الشهرة التي وصل إليها موزارت أثناء
حياته ولا بيتهوفن (ولا حتى فرانز ليست أو شوبان) وذلك لأنه لم يعترف أحد بعبقريته
ففي ليبزغ قرر المجلس تعيين موسيقي من الدرجة الأولى فلم يعرضوا الوظيفة على باخ
إلا بعد تردد وإلا بعد أن رفض اثنان من الأوائل الذين تم اختيارهم أن يلتحقوا
بالوظيفة ولكن من المفارقات أن نجد أنه حدث قبل بضعة سنوات عندما كان باخ يرغب في
ترك عمله كعازف على الأرغ في بلاط أحد الدوقات ليلتحق بوظيفة جديدة رفض الدوق أن
يتخلى عنه ووضعه في السجن قبل أن يرق قلب الدوق عليه ويطلق سراحه.
-
تزوج باخ
ابنة عمه الثانية وهو في الثانية والعشرين وقد أنجبا سبعة أطفال ولكن زوجته توفيت
وهو في الخمسة والثلاثين وتزوج ثانية في السنة التالية ولكن زوجته الثانية لم تقم
بتربية السبعة أطفال فحسب, بل أنجب ثلاثة عشر طفلا جديدا ولكن لم يبقى من أطفاله حيا
سوى تسعة أصبح أربعة منهم موسيقيين معروفين فكانت هذه العائلة عائلة موهوبة حقا.
-
يعرف باخ بأنه كان مؤلفا موسيقيا غزير الإنتاج فقد ألف حوالي (300) كانتانا (الكانتانا هي قصة تنشدها المجموعة على أنغام الموسيقى من غير تمثيل) و مجموعة من
48 فيوجيو (و هي مؤلف موسيقي تشترك فيه عدة أصوات طبقاً لقواعد الطباق الموسيقي)
فضلاً عن المقدمات الموسيقية التي تقدر بأكثر من 140 مقدمة و أكثر من 100 مؤلف
موسيقي أخر تعزف على البيانو القيثاري و هو نوع قديم من البيانو و 23 كونشيرتو و 4
مقطوعات كمقدمات للأوبرا (أوفرتشر) و 33 سوناتا و 5 مؤلفات موسيقية للقدس و غيرها
من المقطوعات الأخرى و المجموع هو حوالي 800 قطعة موسيقية ألفها خلال حياته ..
-
كان باخ لوثري المذهب و متديناً بشكل عميق و كان يرغب أن تقدم موسيقاه الكنيسة و
يلاحظ أن معظم أعماله الموسيقية دينية و لم يحاول أن يخترع أشكالاً جديدة للموسيقى
و لكنه استمر على النهج الموجود و كان في القمة.
-
لقد ظلت موسيقاه غير معترف بها حوالي خمسين
سنة بعد وفاته ولكن بعد عام 1800 و ارتفع نجمه و من الغريب أنه في أيامه
كان يقال عنه أن موسيقاه من الطراز القديم بينما الآن و بعد مرور أكثر من
200 سنة على هذه الموسيقى أصبحت تلك الموسيقى واسعة الانتشار.