وقفـة تــدبـّـر
- قال تعالى: { قَالَ ادْخُلُواْ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّن الْجِنِّ وَالإِنسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُواْ فِيهَا جَمِيعاً قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لأُولاَهُمْ رَبَّنَا هَـؤُلاء أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَاباً ضِعْفاً مِّنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَـكِن لاَّ تَعْلَمُونَ }.
لا حـول و لا قوة إلا باللــه
- تعرف هذه الجملة ( بالحوقلة ) و هي لفظه مبنيه من قول ( لاحول ولا قوة إلا بالله ) ، والمعنى : إظهار الفقر الى الله تعالى بطلب المعونه على ما يزاوله القائل من الأمور ، و هذا من تحقيق العبوديه لله عزوجل كما قال جل جلاله { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } أي : نستعين بك على عبادتك .
- و معنى الحول : الحيله ، و القوه ، و لما سئل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه عن معنى ( لاحول ولا قوة إلا بالله ) قال : ( لا حول عن معصية الله إلا بعصمه من الله ، و لا قوة على طاعة الله إلا بمعونة الله ) جامع الاصول4/398.
- ومما جاء في فضائلها قوله صلى الله عليه و سلم لعبدالله بن قيس رضي الله عنه: ( ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة ؟) فقال عبدالله : بلى يا رسول الله ، قال ( قل : لاحول ولا قوة إلا بالله ). رواه البخاري .
- و عن حازم بن حرمله رضي الله عنه قال : مررت بالنبي صلى الله عليه و سلم فقال: ( يا حازم أكثر من قول : لاحول ولا قوة إلا بالله ، فإنها من كنوز الجنة ) رواه الترمذي .
- وعن سعد بن عباده رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال له: ( ألا أدلك على باب من أبواب الجنه ؟) قال ، قلت : بلى يا رسول الله ، قال : ( لا حول ولا قوة إلا بالله ). رواه الترمذي.
- فما أيسر العمل ، و ما أعظم الثواب ، و هذا كنز من كنوز الجنة ، و باب من أبوابها قد فتح بين يديك – يا عبداً لله - فالبدار البدار قبل فوات الأوان ولا حول ولا قوة إلا بالله.
من كتاب
- ســر دوام النعـم-
النقد يوجه للأشياء بعيداً عن الأشخاص
- إن احترام كينونة الشخص و صون كرامته يجعله دائم التطلع إلى بناء جسر من الثقة و المودة بينه و بين من يقوم على انتقاد بعض تصرفاته و سلوكه ، فإن للكلمات اللطيفة و المهذبة أثر مهم في الاحتفاظ بكرامة الشخص و خصوصاً إذا تم التركيز في النقد على سلوك الفرد لا على شخصيته ، لأن هذا ما يهمنا في تقويمه و تصحيح أفعاله ، مما يجعل الأمر قابلاً للتعديل و التحسين .
- إن النقد الموجه للأفراد و ليس إلى سلوكهم يترتب عليه أمور في غاية الخطورة ، فهو يحد من قدرات الأشخاص و يحطم ما لديهم من قيم و قواعد أخلاقيه .
- انظر معي كيف أن سيدنا يعقوب عليه السلام عزا عدم ارتياحه في ذهاب يوسف عليه السلام مع إخوته إلى الذئب و لم يصفهم باللامسؤولية أو التآمر عليه أو غيرها من الألقاب التي توجه النقد إلى ذواتهم .
- قال ربنا عز و جل: { قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُواْ بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ }.
- و المعنى .. إن أباهم أخبرهم أنه ليحزن لغيبة يوسف عنه لفرط محبته له و خوفه عليه ..أن يأكله الذئب . قال يعقوب هذا تخوفاً عليه منهم ، فكنى عن ذلك بالذئب .
- إنك حين توجه النقد لشخص الإنسان ، فإنك بذلك تهينه و تحط من كرامته ، و لن تجني من ذلك سوى الكراهية و الحقد .. بينما إذا حولت نقدك لسلوكه و بأسلوب لبق لا تجريح فيه و لا مهانة ، ستجد أنك قد كسبت محبته و احترامه ، مما يدفعه لتبديل سلوكه المذكور.
- يقول الله تعالى لرسوله صلى الله عليه و سلم في عشيرته: { فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ } و لم يقل إني برئ منكم مراعاة لحق القرابة و لحمة النسب.
- تأمل قول سيدنا يعقوب عليه السلام { قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ } إنه التطلف في القول ، و لم يصف أولاده بالكذب ، إنما قال { سَـوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ } ذات الوقع الأفضل و الأقل ضرراً على نفسية الأولاد .
- وقوله {عَلَى مَا تَصِفُونَ } فلم يقل على كذبكم ، و كأنه عزا الكذب إلى قولهم لا إلى شخصهم ، و هذا في غاية البلاغة لأنه كان واثقاً بأنهم كاذبون في الصفة .. وما يصفونه هو موته بأكل الذئب إياه ( أي يوسف عليه السلام ).
17 قاعدة نفسية في سورة يوسف .
وقفـة تــدبـّـر
- قال تعالى: { ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ }.
مع التحية لـ
g g
نورتونا الله ينور عليكم وجزاكم الله الف شكر على هذا الموقع المتميز
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاكم الله عنا كل خير والله إني سعيدة بتواجدي هنا بين ثنايا صفحات الموقع المميز كثيرا بارك الله فيكم وجزاكم الله كل خير دمتم بخير