د.عبد الرحمن صالح العشماوي
رَجَوْتُكَ يا حبيبُ
"من فتًى فلسطيني إلى صديق طفولته"
10-1-1428هـ
دَعِ الـرَّشَّـاشَ خَـلْـفَكَ يـا حـبيبُ وصـافِـحْـنِي فـأنـتَ أخٌ iiقـريـبُ رصـاصتُكَ التي أطلقْتَ iiنحوي تُـصـيبُكَ مـثـلما قـلـبي iiتُـصـيبُ وقـاتِـلُـنـا هـــو الـمـقـتولُ iiفـيـنـا وأَسْـعَـدُنا هــو الأشـقى iiالـكئيبُ لـمـاذا يــا أخــي تـرتـدُّ iiنـحـوي ووجهُكَ في مقابلتي غَضُوبُ؟! ألـــم نَـسْـكُـنْ مُـخـيَّـمَنا iiجـمـيـعاً تُـشـارِكُنا طُـفُـولَتَنا iiالـخُطُوبُ؟! ألــم نَـشْـرَبْ مَـوَاجِـعَنا صِـغَاراً وَنَرْضَعْهَا كما رُضِعَ iiالحليبُ؟! دَعِ الأعـــداءَ لا تَــرْكَـنْ إلـيـهـم فـمـا يُـعطيكَ إلاَّ الـغَدْرَ ii(ذِيـبُ) إذا امــتـدَّتْ يــدُ الـبـاغي iiبـمـالٍ إلــيـكَ فَـخَـلْـفَهُ هـــدفٌ iiمُـرِيـبُ لــنــا أرضٌ مُــبـارَكـةٌ iiدَهَــاهَــا مــنَ الأعــداءِ عُــدْوانٌ iiرَهِـيـبُ ألـــم يُـدْفَـنْ أبــي وأبــوكَ فـيـها وفــي عَـيْـنَيْهِمَا دمـعٌ iiصَـبِيبُ؟! سـتَـشْقَى ثـم تَـشْقَى حـينَ iiتَـنْأَى بـنا عن طَرْدِ غاصِبِها iiالدُّروبُ أخــي ورفـيـقَ آلامــي وحُـزْني وأحـلامـي، رَجَـوْتُكَ يـا iiحـبيبُ رَجَـوْتُـكَ أنْ تـكـونَ أخــا وفـاءٍ لِـئَـلاَّ يَـدْفِـنَ الـشـمسَ iiالـغُـروبُ كـأنِّـي بـالرَّصاصِ يـقولُ: iiكـلاَّ ويَــحْــلِـفُ أنَّــــهُ لا iiيـسـتـجـيبُ يـقـولُ لـنا: دَعُـوا هـذا الـتَّجَافِي وكُـفُّـوا عــن تَـنَـاحُرِكُم iiوتُـوبُوا أخـي، إنِّـي رأيْـتُ الـحقَّ iiشمساً يُـلازِمُـها الـشُّـروقُ فـمـا تَـغِيبُ فــلا تَـتْـرُكْ يــدَ الأحـقادِ iiتُـدْمِي جَـبِـيـناً لا يَـلِـيقُ بــهِ iiالـشُّـحُوبُ سَـمِـعْتُ مـآذنَ الأقـصى تُـنادِي وفـي الـبيتِ الـحرامِ لـها iiمُجِيبُ وصَوْتُ عجائبِ الإسراءِ يَدْعُو وفـــي أَصْـدَائِـهِ نَـغَـمٌ iiعَـجِـيبُ: إذا دَعَــــتِ الــمــآذِنُ iiبـالـتَّـآخِي فـحُـكْمُ إجـابَةِ الـدَّاعِي الـوُجُوبُ أخــي، بـيني وبَـيْنَكَ نـهرُ iiحُـب وإخــلاصٍ بــهِ تَـرْوَى iiالـقُلُوبُ لِـقَـلْـبَيْنَا مـــنَ الإحـسـاسِ iiدِفْءٌ أرى جـبـلَ الـجـليدِ بــهِ iiيَــذُوبُ كِـلانَـا لا يُـريـدُ سـوى انـتصارٍ يـعـودُ لـنـا بــهِ الـوطنُ iiالـسَّلِيبُ كِــلانَـا فـــي فـلـسـطينَ iiالْـتَـقَيْنَا عـلـى هَــدَفٍ، لِـيَنْهَزِمَ iiالـغَريبُ لِـنَـرْفَـعَ رايـــةً لـلـحـقِّ iiتُـمْـحَـى بـهـا مـن صَـدْرِ أُمَّـتِنَا الـكُرُوبُ أخـا الإسـراءِ والـمعراجِ، iiبـيني وبَـيْـنَكَ حَـقْـلُ أزهــارٍ iiوطِـيـبُ بِـحَبْلِ الـعُرْوَةِ الوُثْقَى iiاعْتَصَمْنَا فـلا عـاشَ الـمُخَالِفُ iiوالـكَذُوبُ |
مع التحية لـ
SAID ALSALEH