* يشتكي كثيرون الازدحام في المدن الأميركية، إلا أن الأمر لا يشغل اهتمام سكان قرية «ويتير» في ولاية ألاسكا. فجميع سكان القرية، تقريباً، يقطنون في بناية واحدة وسط المناظر الطبيعية الخلابة. لكن تجمعهم في مكان واحد يجعل فصل الشتاء -الطويل في الشمال- أقل صعوبة.
- ويوجد في المبنى المتواضع نحو 200 شخص، يزاول عدد منهم أعمالهم من المنزل، في حين يذهب الأطفال إلى المدرسة الصغيرة القريبة من السكن كل صباح. والمجمع السكني كان في الماضي عبارة عن ثكنة عسكرية تابعة للجيش الأميركي.
- ويوجد طريق بنري واحد للوصول إلى «ويتير» عبر نفق يمتد أربعة كيلومترات، ويتم إغلاقه في المساء أو من خلال البحر، ولا يشعر سكان القرية بالعزلة. وتقول معلمة القرية إيريكا تومسون «إذا لم نغادر البناية فسبب ذلك أنه لا أحد طلب منا ذلك.. فلماذا نرحل إذاً؟». ويوجد في المجمع السكني المؤلف من 14 طابقاً، متجر صغير ومكتب للبريد، ومحل لبيع وتأجير أشرطة الفيديو. إضافة إلى ذلك هناك مكاتب خدمات خاصة وحكومية، ومركز للشرطة وعيادة طبية، وغيرها من الخدمات الضرورية.
- ويتسع المبنى للسياح أيضاً، إذ يقصد العديد من الأميركيين هذه المنطقة في الصيف نظراً إلى جمال طبيعتها، والأنشطة الصيفية التي تُقام هناك. أما في الشتاء فلا أحد يفكر في الذهاب إلى «ويتير» بسبب الرياح العنيفة التي تهب على المنطقة وكثافة الثلوج، التي تجعل الوصول إلى القرية أمراً في غاية الصعوبة. وربما تفسر الظروف المناخية القاسية سبب بقاء سكان القرية بين أربعة جدران في أغلب الأوقات.
- وفي الخارج توجد مدرسة تضم عدداً قليلاً من الطلاب وحانة صغيرة يتجمع فيها الكبار.
- وتقول السيدة تومسون «إنه من الصعب أن يبقى الإنسان بصحة جيدة في قرية مثل هذه». وتقترح المعلمة على السكان تمارين وحصصاً من أجل المحافظة على اللياقة البدنية. وتضيف تومسون «لأن جميع الخدمات تقريباً توجد في البناية، فقد أصبح الأمر طبيعياً ألا نتنقل». ويعمل أغلب السكان في البلدية، ويهتمون بصيانة الطرق والبنايات. ولتغيير الأجواء يمكن الذهاب إلى «أنكورج» التي لا تبعد سوى مسافة ساعة ونصف الساعة من القرية، شريطة العودة قبل العاشرة والنصف مساء، لأنه موعد إغلاق النفق المؤدي إلى القرية.