* الضّريح الملكي الموريتاني معلم أو مبنى أو كما يحلو للبعض أن يسميه "خلية نحل" مذهلة! نصب هندسي رائع دائري الشكل يدل على ذوق فنّي رفيع يشهد على عبقرية البناء في العمارة القديمة.
- يقع هذا الشاهد على الطريق المؤدّي من الجزائر إلى شرشال على قمة ربوة الساحل الغربي للجزائر العاصمة، وعلى يسار الطريق المؤدي لمدينة سيدي راشد بتيبازة. يعلو سطح البحر بمقدار 261 مترا، يتوسط الضريح الملكي الموريتاني أو "قبر الرومية"، كما سماه السكان المحليون لمدينة تيبازة، الطبيعة الخلابة مقابلا البحر من الجهة الخلفية..
- هو قبر ضخم، أسطواني الشكل، يتكوّن من صفائح حجرية متساوية الحجم وينتهي بمخروط مدرج. يظهر من خارجه 60 عمودا من النمط الأيوني.
- يتميّز هذا الضريح بوجود 4 أبواب وهمية ضخمة علو الواحد منها 6.90 مترا يحيط بها إطار يحمل نقوشا بارزة تشبه إلى حد بعيد شكل الصّليب، ما جعل بعض الباحثين الأثريين يعتقدون بأنه مبنى مسيحي ومنه جاء مُسمّى "قبر الرومية" من مفردة "الرّومي" بمعنى الرّوماني أو البيزنطي.
- هذا المعلم يحمل مقاسات مذهلة فمحيطه يُقدّر بـ 185.5م وقطره 60.20 م، أما علوه فيبلغ 32.4 م.
- هناك باب سفلي ضيق يوجد تحته الباب الخلفي للناحية الشرقية وهو الممر السرّي للضريح، وقد اكتشفه عالم الحفريات والآثار الفرنسي "أدريان بيربروجر" تنفيذا لطلب نابليون الثالث عام 1865م, عند اجتياز باب القبر يجد الزائر نفسه في رواق يضطر للانحناء عند المشي، في حائطه الأيمن توجد نقوش تمثل صورة أسد ولبؤة، لذا سُمي بـ "بهو الأسود"، وعند اجتياز هذا الرواق يوجد رواق ثان طوله 141م وعلوه 2.40 شكله ملتوي ويقود مباشرة إلى قلب المبنى الذي تبلغ مساحته 80 مترًا مربعًا.
- ولمعرفة زمن بناء القبر، فإن بعض المؤلفات الرومانية القديمة تقول إنه يعود إلى 40 سنة بعد الميلاد، أي إلى عهد استيلاء الرّومان على مملكة موريتانيا كما يقول بعض المختصين في الآثار الرومانية، بأن الملك "يوبا الثاني" وزوجته "كليوباترا سيليني" هما من أشرفا على بنائه.