* من هو أنور خوجة؟

- ينحدر أنور خوجة من الطائفة البكداشية وهي طريقة صوفية تعلي بطريقة يعتبرها جميع المسلمين مغالية من شان الخليفة الرابع الإمام علي كرم الله وجهه.

- وقد ولد خوجة لعائلة تتمتع بوضع اقتصادي جيد. فقد كان أبوه صيدلانيا واستطاع إرساله إلى فرنسا منتصف الثلاثينيات للدراسة هناك.

- وبعد ذلك عمل في السلك الدبلوماسي لبلاده بعد أن تشرب بالأفكار الماركسية إثناء دراسته في فرنسا.

- وبعد عودته إلى بلاده عمل في البداية بتدريس اللغة الفرنسية. وبالنظر لنشاطاته الشيوعية فقد تم فصله من العمل فامتهن بيع السجائر. وكان يحكم ألبانيا في هذه الفترة أحمد زوغو. وقد ظل هذا الأخير على حكم ألبانيا حتى قيام هتلر بتوسعه في أوروبا وقيام موسوليني الايطالي باغتنام فرصة الفوضى الدولية واقتحام البانيا.

- فر زوغو إلى انكلترا وبقيت ألبانيا تحكم مباشرة من قبل الايطاليين ثم الألمان وكانت قد تأسست جبهة في العام 1941 لمقاومة الطليان والألمان وكان أنور خوجة ضمن أفراد هذه المنظمة.

- وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية جرت انتخابات مشكوك فيها فاز أنور خوجة في هذه الانتخابات وبقي في السلطة أكثر من أربعين عاما.

* الحكم بالحديد والنار:

- استمرت ألبانيا تحت حكم أنور خوجة وتقلباته فقيرة وضعيفة الحيلة وبلا موارد مالية مهمة تقريبا. ويعتبر الفرد الألباني صاحب أدنى مستوى للدخل في كل أوروبا. على الرغم من تمتع البلاد بموارد طبيعية مهمة مثل النيكل والبترول بكميات تجارية والنحاس والكروم.

- مثل أنور خوجة أكثر نماذج التعصب والانغلاق في تاريخ أوروبا على الإطلاق. ولا يمكن مقارنته إلا بهتلر وستالين. لقد ساهم هذا الانغلاق في عزلة خانقة لألبانيا.

- فبالنظر لإعجاب خوجة بستالين قطع علاقته مع يوغسلافيا ثم تحول عن سياسة التبعية للاتحاد السوفييتي إلى عداء شديد توجه بقطع العلاقات الدبلوماسية عام 1961.

- تحول خوجة بعدها إلى تأييد الصين في صراعها الإيديولوجي ضد الاتحاد السوفييتي. ثم أعلن خوجة انسحاب ألبانيا من منظمة الكوميكون وهي منظمة اقتصادية لتحديد المساعدات اللازمة لدول أوربا الشرقية الضعيفة.

- وبعد ذلك انسحب خوجة وليس ألبانيا من حلف وارشو. إذ إن خوجة هو الذي يقرر وحده دون منازع. وحدثت مفارقة أخرى في الصين التي بقيت الحليف الوحيد لخوجة. فبعد وفاة الديكتاتور الصيني ماو تسي تونغ اتبعت الصين سياسة الانفتاح على الغرب وعلى الولايات المتحدة الأميركية بالذات. فساءت علاقة الديكتاتور الألباني الذي يعتبر نفسه حامي حمى اليسار الذي بدأت أركانه تهتز وتسقط خلف أوهامها وظلمها للشعوب.

* الغليان:

- يعتقد جميع الديكتاتوريين إن الإجراءات القمعية والبوليسية تكفي وحدها لضبط الشعوب والحد من إحساسها بالكرامة والحرية.

- لقد أوغل أنور خوجة عميقا في هذا الوهم حتى تجرا على إعلان الإلحاد مذهبا رسميا للدولة الأمر الذي لم يجرؤ عليه الشيوعيون السوفييت أنفسهم على الرغم من دخول ألبانيا الدين الإسلامي منذ القرن الثامن وانتشار الطرق الصوفية فيها.

- لقد حظر خوجة أي عمل للمساجد ومنع أداء الصلاة فيها كما غير قوانين الأحكام الشرعية وبالنتيجة حول ألبانيا إلى بلد مشوه. فلا هو بالبلد الأوروبي ولا هو ملتزم بقيمه وتقاليده.

- لقد أفقر خوجة الألبانيين إلى الدرجة التي عزت فيها حتى المواد الغذائية اللازمة وقد بانت هذه الفضيحة المأساة بعد سقوط النظام مباشرة عندما هرع الألبانيون يبحثون عن مساعدات الدول الغربية يقيمون بها أودهم.

* أين الشعب الألباني؟

- إن السؤال المهم دائما يتعلق برد فعل الشعوب على طغاتها ومستكبريها. والحقيقة فان الشعب الألباني استكان كثيرا لهذا الديكتاتور الذي أمعن فيه خرابا وإفقارا.

- عرف عنه عدائه الشديد للإسلام وكل ما يمت إلى الإسلام بصلة. كما أنه حكم ألبانيا بالقمع السياسي والدكتاتورية وفرض على بلاده عزلة عن باقي العالم استمرت حتى وفاته.

- لقد عانى الألبان بعد هلاك أنور خوجة عام 1985 من مشكلات التحول حتى حدث الانفلات عام 1993 بعدما كان في الحكم نائبه رامز عاليه.

- يذكر أن أنور خوجة أمر بحفر الكثير من المخابئ والملاجئ في كل مكان, حتى أنك قد تشاهد الملاجئ في أماكن لا تخطر في بالك.

* * *

* وللعلم تصنيف الملاجئ حسب موقع الإنشاء:

1- الملاجئ الخارجية وهي أربعة أشكال:

- ملاجئ تحت مستوى سطح الأرض.

- ملاجئ فوق مستوى الأرض.

- ملاجئ نصف سطحية.

- الخندق المتعرج ويستعمل في الأماكن المفتوحة و أوقات الهروب.

2- الملاجئ الداخلية وهي ثلاث أشكال:

- ملاجئ تحت مستوى الأرض أو ضمن طوابق التسوية وتكون في المباني الرئيسية الخطيرة.

- ملاجئ فوق مستوى الأرض أو ضمن المبنى في الطابق الأول وهذه تكون في المناطق الصخرية القاسية ويكون إنشاء الملجئ فيها مكلفا.

- ملاجئ نصف سطحية ويتم إنشاؤها في المناطق المنحدرة حيث تكون أجزاء من الملجأ مكشوفة.