* قبل أكثر من 23 سنة، الجيش الصيني فض الاحتجاجات في ساحة "تيانانمين- السلام السماوي". في بكين بالعنف و القوة، منهياً بذلك 6 أسابيع من المظاهرات التي تطالب بالديمقراطية و توسيع نطاق الإصلاح السياسي.
* ولكن لفهم الخلفية الحقيقة و العوامل الأساسية "التي تضرب جذوره عقوداً إلى الوراء" لابد من هذه اللمحة التاريخية السريعة:
- دفعت ضغوط المنافسة الخارجية "لماوتسِي تونج" و حكومته لإعطاء الأولوية لبناء قاعدة صناعية ثقيلة، وهو ما اقتضى بدوره معدلاً شديد الارتفاع لتراكم رأس المال "إي للاستثمار في بناء المصانع وغيرها". ووفقًا لما ذكره "ماو" نفسه فإن معدل التراكم إلى إجمالي الدخل القومي في الصين ازداد بمعدل كبير خلال سنتين فقط. كان معنى ذلك باختصار أن حكام الصين أعطوا الأولوية للاستثمار للتنمية وبناء دولة قوية واقتصاد قادر على المنافسة والصمود على حساب الاستهلاك أي على حساب رفاهية الجماهير و حريتها.
- خلقت عملية التراكم هذه طبقة حاكمة مكونة من كبار المسئولين ومديري المصانع والقادة العسكريين، الذين أحكموا سيطرتهم الجماعية على الاقتصاد وجهاز الدولة، كما وحدتهم علاقتهم المتحفظة و أحياناً العدائية لجماهير الطلاب العمال والفلاحين الذين جرت التضحية بمصالحهم المباشرة لصالح التنمية.
- وفي حين أن ذلك يعد أمراً عادياً في الدول التي تمتلك إمكانات مادية و صناعية ضخمة، فإن ظروف التخلف الشديد في الصين جعلت من الحد من الاستهلاك ضرورة قصوى، وهو ما اقتضى إقامة نظام حديدي للسيطرة على الجماهير "و مزيداً من الابتعاد عن الديمقراطية، بدءًا من البوليس السري الرهيب و وصولاً إلى صغار المسئولين في القرى، وذلك لاحتواء أية احتجاجات تندلع من أسفل.
- الحكومة الصينية التي كانت تحكم في العام 1989 كانت قد أدخلت تعديلات و إصلاحات سياسية كثيرة على نظام الحكم في الصين، و لكنها لم تكن مستعدة لنقلة ديمقراطية سريعة، لهذا فقد اصطدمت مع مظاهرات الطلاب و العمال، و كان ما كان.
- لقد بدأت هذه الاحتجاجات في نيسان 1989، و إعلان فرض القانون العسكري صدر في 20 أيار، و ترافق مع تحركات واسعة للفرق و الكتائب العسكرية باتجاه ساحة "تيانانمين"، حيث اصطدموا بالمتظاهرين و أطلقوا الرصاص على بعضهم. الرقم الحقيقي للضحايا لم يعرف حتى الآن، و لكنه تراوح بين عدة مئات و عدة آلاف.
- في هذه الأيام الصين تُغلق الإنترنت و تحاول منع من يريد التحدث عن الذكرى السنوية الـ: 23 لما حصل في ساحة "تيانانمين". من على صفحات موقعنا نعرض عليكم موجزاً عاماً لهذا الحدث بالكلمة و الصورة.
رجل صيني يحاول إعاقة حركة الدبابات في ساحة "تيانانمين"، 5 حزيران 1989. الرجل يدعوا إلى إيقاف العنف و وقف سفك دماء المتظاهرين اللذين يطالبون بالديمقراطية، الرجل أبعد و تابعت الدبابات طريقها، هذه الصورة اشتهرت و أصبحت كأيقونة عرفت باسم "رجل الدبابة- tank man".
طالب يحمل يافطة كُتب عليها"LIBERTY- حريــــــــة" الشعار الذي ردده 200 ألف متظاهر في ساحة "تيانانمين" في 22 نيسان، 1989، بكين. لقد كانوا يريدون المشاركة في مراسم تأبين داعية الحرية المصلح و زعيم الحزب الشيوعي الصيني السابق هو" ياوبانج- Yaobang" خلال مظاهرة غير مرخصة لتأبينه و التذكير به . موته في نيسان أثار موجة عارمة من المظاهرات المُطالبة بالديمقراطية.
الألوف من طلاب الجامعات و المعاهد المحلية يتوجهون إلى ساحة "تيانانمين" في بكين للتظاهر و الاحتجاج على الإجراءات الحكومية الجديدة، 4 أيار، 1989.
طلاب من جامعة بكين خلال مظاهرة ضخمة في ساحة "تيانانمين"، حيث ابتدءوا إضراب مفتوح عن الطعام للمطالبة بالمزيد من الديمقراطية والحرية، 18 أيار، 1989.
أطباء يحاولون إسعاف بعض المضربين عن الطعام للمطالبة بالحرية بعد أن ساءت حالتهم الصحية، 17 أيار، 1989.
شاحنة صغيرة وسط جموع المتظاهرين في ساحة "تيانانمين"، عشرات الآلاف تجمعوا للمطالبة بالحرية و الديمقراطية، 17 أيار، 1989.
بعض الشبان من بكين يغنون: إننا ذاهبون إلى ساحة "تيانانمين" لنساعد و نؤازر إضراب طلاب الجامعة، 19 أيار، 1989.
متظاهرون متحمسون يهتفون بأننا حياديون و لكن جئنا إلى ساحة "تيانانمين" لمؤازرة الإضراب الطلابي عن الطعام، 18 أيار، 1989.
أعداد من شرطة "بكين" في طريقها إلى ساحة "تيانانمين" لتأييد و دعم الإضراب الطلابي، لقد كان الطلاب في اليوم السادس من الإضراب عن الطعام، 19 أيار، 1989.
متظاهرين يطالبون بالحرية و يشيرون بشارة النصر victory لسيارة مُحَملة بالجنود و متجهة إلى ساحة "تيانانمين" في اليوم الذي أعلن فيه رئيس الوزراء "لي بينج- li peng" فرض الأحكام العسكرية، و إنزال الجيش إلى الشوارع لمواجهة المتظاهرين، 20 أيار، 1989.
أم قدمت طفلها إلى جندي يقف في شاحنة عسكرية على بعد 8 كم إلى الشرق من ساحة "تيانانمين"، المواطنين استوقفوا السيارات و طلبوا إليهم أن لا يذهبوا إلى ساحة "تيانانمين"، 20 أيار، 1989.
طائرة "هيلكوبتر" عسكرية تُلقي مناشير تطالب الطلاب المتواجدين في الساحة بالمغادرة بأسرع وقت ممكن، 22 أيار، 1989.
بعض العمال يحاولون إسقاط صورة "ماوتسي تونج" في ساحة "تيانانمين" بعد أن تم تلطيخها بالدهان، 23 أيار، 1989.
طلاب من جامعة "بكين" يستمعون إلى أحد القادة الطلابيين عن مخطط التجمعات و التظاهرات في ساحة "تيانانمين" التي سيطروا عليها منذ أسبوعين، 28 أيار، 1989.
طالب من معهد الفنون يصنع تمثالاً من الجص "لآلهة الديمقراطية" في ساحة "تيانانمين"، 30 أيار 1989. أقيم هذا التمثال أمام ساحة الشعب، و نُصُب أبطال الشعب لتشجيع مظاهرات المطالبة بالديمقراطية.
طلاب معهد الفنون قالوا: "اليوم في ساحة الشعب، أبطال الشعب يقفون بشموخ و يعلنون للعالم أجمع أن الوعي الديمقراطي قد استيقظ في الشعب الصيني".
أحد ضباط الشرطة يخبر الطلاب الذين يتظاهرون أمام قيادة شرطة بكين، أن نشاطاتهم هذه تخرق القانون العسكري المفروض على البلاد، 30 أيار 1989، بكين.
طلاب معهد الفنون في بكين يضعون اللمسات الأخيرة على تمثال "آلهة الديمقراطية" في ساحة "تيانانمين"، 30 أيار 1989.
حشود كبيرة متجمعة لمشاهدة الطلاب المتظاهرين و هم يحرقون أوراق صحيفة "بكين ديلي- Beijing Daily" رداً على صدور مقالات تتهجم على الطلاب و احتجاجاتهم و مظاهراتهم، 2 حزيران 1989.
امرأة صينية طاعنة في السن تتحدث عن الديمقراطية وآفاقها في حوار مع الطلاب المضربين، 31 أيار 1989.
طالب منشق يطلب إلى الجنود العودة إلى بيوتهم، و يضيف أن الحشود لا تزال تتدفق إلى وسط بكين، 3 حزيران 1989.
امرأة بين شبان المظاهرات و عناصر الجيش اللذين يحاولون انتزاعها من الحشود، قرب قاعة الشعب الكبرى في بكين، 3 حزيران 1989.
المتظاهرين من دعاة الديمقراطية يتماسكون بأذرعهم تحسباً لأن يُجَر أحدهم بالقوة من قِبل الجنود اللذين تراجعوا، 3 حزيران 1989. جموع المتظاهرين و الطلاب كانوا في حالة من الغضب و الانفعال بسبب هجوم عناصر الجيش عليهم بالهراوات و الغازات المسيلة للدموع أما الشعب فقد اتخذ من حافلات النقل متراساً مؤقتاً لسد الطريق "كما يبدو في مؤخرة الصورة".
جنديين منهكين بعد أن طردهم المتظاهرين في وسط بكين، 3 حزيران 1989.
جموع كبيرة تتجمع عند بعض تقاطعات شوارع بكين، و تستخدم حافلات النقل كمتاريس لمنع تقدم قوات الجيش نحو ساحة "تيانانمين"، 3 حزيران، 1989.
جنود الجيش الصيني يقفزون على الحواجز و يتقدمون في ساحة "تيانانمين"، 4 حزيران 1989، أثناء الصدامات العنيفة التي حصلت بين الشعب و الطلاب المتمردين من جهة و بين قوات الجيش. لقد صدرت الأوامر للجيش بإخلاء ساحة "تيانانمين" في موعد أقصاه الساعة السادسة صباحاً، و بدون أية استثناءات.
طالب أحرق هذه المدرعة في ساحة "تيانانمين"، 4 حزيران 1989.
قتلى مدنيين و حطام لدراجات هوائية قرب ساحة "تيانانمين"، 4 حزيران 1989.
فتاة جُرحت خلال الصدامات بين الطلاب و الجيش، بينما طالب آخر يحاول نقلها و إسعافها على عربة، 4 حزيران 1989.
سائق مصفحة مقتولاً بعد أن أحرق الطلاب مصفحته و سحبوه منها و ضربوه. لقد صدم صفوف الطلاب بمدرعته فقتل و جرح الكثيرين، 4 حزيران 1989.
ضماناً لسلامة المظاهرات الطلابية سائق دبابة آخر قبض عليه و أوسع ضرباً من قبل الطلاب اللذين يطالبون بالديمقراطية، 4 حزيران 1989.
بعض المدنيين يمسكون الحجارة و يقفون على دبابة قرب شارع "شانغان"، لقد تفاقمت حدة العنف بين الطلاب و كتائب الجيش الصيني، و تسببت بمئات القتلى من الطرفين خلال الليل، 4 حزيران 1989.
الطلاب يعتنون بالآخرين، أحد الصحفيين الأجانب "الثاني إلى اليمين" يُحْمَل على عربة بعد أن أصيب في المواجهات الدامية بين الطلاب و الجيش بهدف إبعاده عن أماكن الصدام، 4 حزيران 1989.
بعض الأشخاص المحايدين "ليسوا من طلاب الجامعات" ينقلون الجرحى على عربة، 4 حزيران 1989. الجيش الصيني أطلق الرصاص على الحشود الغاضبة من الطلاب المتظاهرين خارج ساحة "تيانانمين" فقتل المئات.
عناصر الشرطة الصينية تقتاد رجل صيني و القيود في يديه، حزيران 1989. لقد بدأت عناصر الشرطة و الجيش في تعقب كل من شارك في المظاهرات التي كانت تطالب بالديمقراطية.
ثلاثة رجال في ساحة "تيانانمين". نرى في خلفية الصورة و إلى اليسار رجل يقف بمفرده لإيقاف رتل من الدبابات يحاول التقدم إلى الساحة المذكورة، 5 حزيران 1989. هذا الرجل بقي واقفاً و أعاق تقدم رتل الدبابات هذا، المشهد التقطته عدسات العديد من الصحفيين، وأصبحت صورة "رجل الدبابة" رمزاً للأحداث الدموية في ساحة "تيانانمين".
مواطن صيني يقف بهدوء أمام رتل من دبابات الجيش الصيني، 5 حزيران 1989، التقطت هذه الصورة أثناء صدامات ساحة "تيانانمين".
حشود من الشعب الصيني يُفسحون المجال لحافلة تنقل سياح أجانب لمشاهدة جثة رجل سقط في أول ليلة من ليالي العنف على أيدي الجيش الصيني في ساحة "تيانانمين"، صباح الاثنين الخامس من حزيران، 1989.
ناقلة جنود تنقل عناصر من الجيش عبر شارع "شانجان" متوجه إلى ساحة "تيانانمين"، 5 حزيران 1989، بعد يوم واحد على بدء أعمال العنف بين كتائب الجيش الحكومي، و المتظاهرين الطلاب اللذين يطالبون بالديمقراطية.
عناصر الجيش تهدد المارة بالمغادرة و يُلوحون باستخدام السلاح، 5 حزيران 1989. الجيش الصيني كان قد تمركز عند نقطة تقاطع طرق هامة في العاصمة بكين، قرب الحي الدبلوماسي.
أحد سكان الجانب الغربي من ساحة "تيانانمين" يعرضون رصاصة أطلقت من رشاشات عناصر الجيش الصيني على منزلهم، أثناء تصديهم للمظاهرات التي كانت تطالب بالديمقراطية.
بعض سكان شارع "شانجان" يمسكون بصورة العديد من الضحايا الذين سقطوا في المواجهات الدامية مع بين الطلاب و الجيش، 5 حزيران 1989.
دبابات الجيش الصيني تتجه إلى ساحة المواجهات، 5 حزيران، 1989.
بعض سكان بكين يعاينون أكثر من 20 مصفحة و عربة نقل عسكرية محترقة، لقد تصدى لها المتظاهرين لمنعها من الوصول إلى ساحة "تيانانمين"، 4 حزيران 1989.
جدار من الدبابات و رشاشات الـ: APC على مقربة من العمال و الموظفين و هم ذاهبون إلى أعمالهم على دراجاتهم الهوائية في ساحة "تيانانمين"، 13 حزيران 1989، بكين.
اليوم، الرابع من حزيران، 2012، ضباط لقوات شبه عسكرية تسير أمام البوابة المحظورة "دوانمين- Duanmen"، إلى الشمال من ساحة "تيانانمين".
أعداد كبيرة من السياح و عناصر الأمن الصيني يتجمعون في ساحة "تيانانمين" في بكين، 4 حزيران 2012. يمكننا أن نشاهد عدة كاميرات على كل عمود إنارة.
أحد ضباط الشرطة يتفحص صورة التقطها رجل في ساحة "تيانانمين"، 4 حزيران 2012، يأتي هذا التدقيق على خلفية الذكرى السنوية الـ: 23 لحملة فرض النظام على المتظاهرين اللذين كانوا يطالبون بالديمقراطية.
"زانج سيانلينج" تمسك صورة ابنها الذي قتل في ساحة "تيانانمين" في سنة 1989 خلال لقاء معها في بكين، 28 أيار، 2012. تقول "زانج" أن أحد أصدقائها و يدعى "يا ويلين- Ya Weilin" و هو أيضاً والد أحد ضحايا القمع العنيف الذي حصل في ساحة "تيانانمين" من العام 1989 انتحر في 25 أيار، 2012 بعد أن يئس من اعتراف الحكومة بالمظالم التي حدثت في سنة 1989.
عشرات الآلاف من المتظاهرين يحملون الشموع في "حديقة النصر- Victoria" في "الهونج كونغ" عشية الذكرى السنوية الـ: 23 للقمع العسكري للمظاهرات التي كانت تطالب بالديمقراطية في سنة 1989، التقطت الصورة في 4 حزيران 2012.
مسيرة الشموع في الهونج كونج، الربع من حزيران من العام 2012، إنها المسيرة التي تريد التذكير بضحايا أحداث ساحة "تيانانمين" 1989 حيث قمع الجيش المظاهرات الطلابية التي كانت تطالب بالديمقراطية، فقتل المئات و ربما الألوف بعد أن أرسلت الحكومة الدبابات لإجلاء ساحة "تيانانمين" من المتظاهرين العُزَل من السلاح.