لفلي سمايل

أم حبيبة ..

تاريخ الإضافة : 3-6-1427 هـ

أم حبيبة بنت أبي سفيان

أم المؤمنين

 

* قد كـان يكـون بيننـا ما يكـون بيـن الضرائر ، فتحلَّليني من ذلك .. أم حبيبة .

* هي رملـة بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف وُلِدَت قبل البعثة بسبعـة عشر عاماً ، أسلمت قديماً وهاجرت إلى الحبشة مع عبيد الله بن جحش ، تُكنّى أم حبيبة ، تزوّجها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهي في الحبشة ، وقدمت عليه سنة سبع.

 

* الهجرة والمحنة :

- لمّا اشتد الأذى من المشركين على الصحابة في مكة ، وأذن الرسول صلى الله عليه وسلم للمستضعفين بالهجرة بدينهم إلى الحبشة ، هاجرت أم حبيبة مع زوجها عُبيد الله بن جحش معَ من هاجر من الصحابة إلى الحبشة ، لقد تحمّلت أم حبيبة أذى قومها ، وهجر أهلها ، والغربة عن وطنها وديارها من أجل دينها وإسلامها .. وبعد أن استقرت في الحبشة جاءتها محنة أشد وأقوى ، فقد ارتـد زوجها عن الإسـلام وتنصّر ، تقول أم حبيبـة رضي الله عنها :( رأيت في المنام كأن زوجي عُبيد الله بن جحش بأسود صورة ففزعت ، فأصبحت فإذا به قد تنصّر ، فأخبرته بالمنام فلم يحفل به ، وأكبّ على الخمر حتى مات ..

* الزواج المبارك :

- فأتاني آت في نومي فقال :( يا أم المؤمنين ) .. ففزعت ، فما هو إلا أن انقضتْ عدّتي ، فما شعرت إلا برسول النجاشي يستأذن ، فإذا هي جارية يُقال لها أبرهة ، فقالت :( إن الملك يقولُ لك : وكّلي مَنْ يُزوِّجك ) ..فأرسلت إلى خالـد بن سعيـد بن العـاص بن أمية فوكّلته ، فأعطيتُ أبرهة سِوارين من فضّة ) ..

- فلمّا كان العشيّ أمرَ النجاشي جعفـر بن أبي طالـب ومَنْ هناك من المسلميـن فحضروا ، فخطب النجاشي فحمد اللـه تعالى وأثنى عليه وتشهـد ثم قال :( أما بعد ، فإن رسـول اللـه صلى اللـه عليه وسلم كتب إليّ أن أزوّجه أم حبيبة ، فأجبت وقد أصدقتُها عنه أربعمائة دينار ) .. ثم سكب الدنانير ، ثم خطب خالـد بن سعيـد فقال :( قد أجبتُ إلى ما دعا إليه رسـول اللـه صلى اللـه عليه وسلم وزوّجته أم حبيبة ) .. وقبض الدنانير ، وعمل لهم النجاشي طعاماً فأكلوا ..

- تقول أم حبيبة رضي الله عنها :( فلمّا وصل إليّ المال ، أعطيتُ أبرهة منه خمسين ديناراً ، فردتّها عليّ وقالت :( إن الملك عزم عليّ بذلك ) .. وردّت عليّ ما كنتُ أعطيتُها أوّلاً .. ثم جاءتني من الغَد بعودٍ ووَرْسٍ وعنبر ، وزبادٍ كثير -أي طيب كثير- ، فقدمتُ به معي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ..

- ولمّا بلغ أبا سفيان أن النبي صلى الله عليه وسلم نكح ابنته قال :( هو الفحلُ لا يُجْدَعُ أنفُهُ ) .. أي إنه الكُفء الكريم الذي لا يُعاب ولا يُردّ ..

 

* عودة المهاجرة :

- لقد كانت عـودة المهاجـرة ( أم حبيبة ) عقب فتح النبـي صلى اللـه عليه وسلم خيبر ، عادت مع جعفر بن أبي طالب ومن معه من المهاجرين إلى الحبشة ، وقد سُرَّ الرسـول صلى الله عليه وسلـم أيّما سرور لمجـيء هؤلاء الصحابـة بعد غياب طويل ، ومعهم الزوجة الصابرة الطاهرة .. وقد قال الرسـول صلى اللـه عليه وسلم :( والله ما أدري بأيّهما أفرحُ ؟ بفتح خيبر ؟ أم بقدوم جعفر ). صحيح الألباني.

 

* الزفاف المبارك :

- وما أن وصلت أم حبيبة رضي الله عنها إلى المدينة ، حتى استقبلها الرسول صلى الله عليه وسلم بالسرور والبهجة ، وأنزلها إحدى حجراته بجوار زوجاته الأخريات ، واحتفلت نساء المدينة بدخول أم حبيبة بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن يحملن لها التحيات والتبريكات ، وقد أولم خالها عثمان بن عفان وليمة حافلة ، نحر فيها الذبائح وأطعم الناس اللحم ..

- واستقبلت أمهات المؤمنين هذه الشريكة الكريمة بالإكرام والترحاب ، ومن بينهن العروس الجديدة ( صفية ) التي لم يمض على عرسها سوى أيام معدودات ، وقد أبدت السيدة عائشة استعدادا لقبول الزوجة الجديدة التي لم تُثر فيها حفيظة الغيرة حين رأتها وقد قاربت سن الأربعين ، وعاشت أم حبيبة بجوار صواحبها الضرائر مع الرسول صلى الله عليه وسلم بكل أمان وسعادة ..

 

* أبو سفيان في بيت أم حبيبة :

- لقد حضر أبو سفيان ( والد أم حبيبة ) المدينة يطلب من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يمد في أجل الهدنة التي تمّ المصالحة عليها في الحديبية ، فيأبى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الطلب ..

- فأراد أبو سفيان أن يستعين على تحقيق مراده بابنته ( زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم ) فدخل دار أم حبيبة ، وفوجئت به يدخل بيتها ، ولم تكن قد رأته منذ هاجرت إلى الحبشة ، فلاقته بالحيرة لا تدري أتردُّه لكونه مشركاً ؟ أم تستقبله لكونه أباهـا ؟ .. وأدرك أبو سفيان ما تعانيـه ابنته ، فأعفاها من أن تأذن له بالجلـوس ، وتقدّم من تلقاء نفسه ليجلس على فراش الرسـول صلى الله عليه وسلم، فما راعه إلا وابنته تجذب الفراش لئلا يجلس عليه ، فسألها بدهشة فقال: ( يا بُنيّة ! أرغبتِ بهذا الفراش عني ؟ أم بي عنه؟ ) .. فقالت أم حبيبة :( بلْ هو فراشُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت امرءٌ نجسٌ مشركٌ ) .. فقال: ( يا بُنيّة ، لقد أصابك بعدي شرٌّ ) .. ويخرج من بيتها خائب الرجاء ..

 

* إسلام أبو سفيان :

- وبعد فتح مكة أسلم أبو سفيان ، وأكرمه الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: ( من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ، من أغلق بابه فهو آمن ، ومن دخل المسجد الحرام فهو آمن ) .. ووصل هذا الحدث المبارك إلى أم المؤمنين ( أم حبيبة ) ففرحت بذلك فرحاً شديداً ، وشكرت الله تعالى أن حقَّق لها أمنيتها ورجاءَها في إسلام أبيها وقومها ..

 

* وفاتها :

- وقبل وفاتها رضي الله عنها أرسلت في طلب السيدة عائشة وقالت: ( قد كان يكون بيننا ما يكون بين الضرائر ، فتحلَّليني من ذلك ) .. فحلّلتها واستغفرت لها ، فقالت: ( سررتني سرّك الله ) .. وأرسلت بمثل ذلك إلى باقي الضرائر .. وتوفيت أم حبيبة رضي الله عنها سنة أربع وأربعين من الهجرة ، ودفنت بالبقيع.

مواضيع ذات صلة

الصديق .. شخصيات إسلامية الصديق ..

إضف تعليقك

فضلا اكتب ماتراه فى الصورة

تعليقات الزوار (1)

ملاحظة للأخوة الزوار : التعليقات لا تعبر بالضرورة عن رأي موقع لفلي سمايل أو منتسبيه، إنما تعبر عن رأي الزائر وبهذا نخلي أي مسؤولية عن الموقع..

عمر

أعجبني