* بعد وفاة يوشع بن نون اشتدت الأزمات وسادت الفوضى بين بني إسرائيل في فلسطين وارتد كثير منهم عن العقيدة اليهودية إلى الوثنية السائدة في المجتمع الكنعاني فنهض عدد من الزعماء المحليين محاربين لمثل هذه المعتقدات الباطلة وهؤلاء هم القضاة التي سميت حقبة من التاريخ اليهودي باسمهم. وفي هذه الأثناء شن الفلسطينيون هجوماً كبيراً على بني إسرائيل وسبوا تابوت عهد الرب. كما قام المديانيون والعمونيون والمؤابيون والآراميون بشن غاراتهم ضد بني إسرائيل وساعدهم على ذلك حالة الفرقة التي كانت تمزق الأسباط الإسرائيلية من الداخل.
- واستمرت حالة الفوضى حتى جاء النبي صمويل والذي نجح في جمع مجلس يجمع ممثلي أسباط الشمال والجنوب، ورشح لهم شاؤول (طالوت) ملكاً على كل بني إسرائيل فبايعوه في الجلجال، قال تعالى: { وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ...} البقرة247..
- ثم استعان برجل قوي يجيد فنون القتال من سبط يهوذا وهو داود عليه السلام الذي كان كثير العبادة والتبتل إلى الله، وسخر له الجبال يسبحن بالعشي والإشراق ووهبه صوتاً عذباً جميلاً كان يترنم بقراءة الكتاب الذي أنزله الله عليه وهو الزبور وقد ذاع صيت داود حينما التحم جيش طالوت بجيش جالوت ملك الكنعانيين في يبوس، قال تعالى: { وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ * فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ...} البقرة 250-251.
- ولما رأى طالوت بطولة داود وشجاعته قربه إليه وزوجه ابنته إلا أن طالوت شعر بميل الناس نحو داود والتفافهم حوله فحاول الغدر به لكنه لم يتمكن فندم على عمله فترك الحكم وهام على وجهه في الأرض يستغفر الله من سوء عمله حتى وافاه الأجل المحتوم في الوقت الذي التف فيه العبرانيون حول داود، قال تعالى: { وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ } ص20..
- فأخذ يكافح من أجل إعلاء كلمة الله ونشرها داخل أرض فلسطين بين الكنعانيين وبني إسرائيل، وبعد الاستيلاء على القدس واستعادة تابوت العهد، صار للدولة في عهده مملكة قوية ولا سيما بعدما استولى على مدن الكنعانيين وضمها لمملكته، ثم أخذ بالتوسع حتى أخضع مؤاب وأدوم وشرق الأردن، بعدها توجه إلى آرام وزحف صوب دمشق واستولى عليها وامتدت سيطرته إلى حماة.
- قال تعالى: { يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ } ص26.
- قال تعالى: { وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ } النمل16.
نسب داود وسليمان عليهما السلام.
بعثة داود عليه السلام.
فتح بيت المقدس على يد نبي الله داود عليه السلام.
* أصل كلمة يبوس:
- سميت القدس بيبوس نسبة إلى اليبوسيين وهم فرع من الكنعانيين وهو أحد أولاد كنعان، ويطلق عليها الاسم الكنعاني أور سالم بمعنى مدينة السلام، وظل اسم يبوس علماً على المدينة حتى استولى عليها داود عليه السلام، أما اسم القدس فقد عرفت به المينة منذ بداية تاريخها عندما أقيمت بها أماكن مقدسة للعبادة، أما بيت المقدس فقد أطلق على المدينة بدءاً من العصر الإسلامي، لذلك تسمى القدس أورشليم وهي في الأصل صيغة عربية لاسم أوروسالم الآرامي.
* فتح يبوس (أور سالم):
- كانت يبوس (أور سالم) عاصمة لليبوسيين إحدى عشائر الكنعانيين، استعصى على بني إسرائيل فتحها، فطلبوا من نبي لهم أن يبعث لهم ملكاً يقاتلون تحت لوائه فكان داود عليه السلام الذي استطاع أن يدخلها وفتحها، قال تعالى: { فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ.. }، فاستقر نبي الله داود عليه السلام في عاصمة ملكه بأورشليم، وبدأ بعد ذلك بإخضاع القبائل والمدن المجاورة لعاصمته.
- اتسعت مملكة نبي الله داود على حساب ممالك الشرق وبذلك تهيأ لها من ثروات الذهب والفضة والنحاس الشيء الكثير. وأقام نبي الله داود في ذات الوقت علاقة تجارية مع حيرام الملك الفينيقي لصور.
اتساع مملكة نبي الله داود عليه السلام.
- يقول الله تعالى في سورة الأنبياء: { وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ } واللبوس هي الدروع لأنها تلبس ولتحصنكم من بأسكم أي لتحميكم في حروبكم مع أعدائكم..
- والبأس هنا بمعنى الحرب أو آلة الحرب بعد حذف المضاف: آلة بأسكم، كما ذكر ذلك القرطبي في تفسيره.
- ومن خلال الحضارة الإنسانية الأولى نجد أن الإنسان استخدم الأدوات الحجرية المصقولة لصيده وقتاله حتى توصل إلى صناعة السيوف والسهام والسكاكين، وفي عهد نبي الله داود عليه السلام استطاع أن يصنع الدروع والتي كانت عبارة عن صفائح فكان أول من سرّدها وحلّقها أي جعلها حلقات كما جاء في الآية السابقة.
نماذج لتطور السلاح حتى صناعة الدروع في عهد نبي الله داود عليه السلام.
شكرا وجزاكم الله خيرا على هذه المعلومات القيمة والمفيدة
جميل جداً خاصة ان الصور تثبت الموضوع
شكرا جزيلا وجزاك الله الف خير يعطيج العافية والله انج ما قصرت
شكراُ وجزاكم الله خيرا
بارك لله فيكم وجزاكم لله خير
ما احلي واجمل ان يستمتع الانسان بقراءة الماضي ليستفيد للحاضر والمستقبل جزاكم الله كل الخير
جزاكم الله كل الخير
جزاكم الله كل الخير
بارك الله فيكم
احمدصلاح السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله ماشاء الله .. الله يزيدكم من واسع فضله وعلمه على هذه المعلومات القيمة بارك الله فيكم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته جزاك الله كل خير علي هذه المواضيع الشيقه والتاريخيه التي لا يعرف الكثير منا عنها وارجو المزيد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله ماشاء الله .. الله يزيدكم من واسع فضله وعلمه على هذه المعلومات القيمة بارك الله فيكم
جزاك الله خيرا