لفلي سمايل

لمحات من تاريخ الكنيسة في القرن الرابع ميلادي

تاريخ الإضافة : 3-3-1435 هـ

القســــــــم الأول الأديــــــــــان الســــــــــــــماوية

 

 النصـــرانـيـة  Christian

 

* لمحات من تاريخ الكنيسة في القرن الرابع ميلادي:

 

* تنصّير قسطنطين:

- فشلت جميع محاولات أباطرة الرومان في القضاء القرون الثلاثة الأولى من تاريخ الميلاد للقضاء على الكنيسة المسيحية. وأخيراً مال الإمبراطور قسطنطين إلى المسيحية واعتنق الديانة التي كان أسلافه قد عملوا للقضاء عليها قضاء مبرماً ويمكن النظر إلى دماء المسيحيين الأوائل كأحد العوامل الهامة التي أدت إلى انتصار الكنيسة على جبروت أباطرة الرومان.

 

* نقطة تحول هامة في تاريخ الكنيسة سنة 313م:

- يمكن النظر إلى العام 313م كنقطة تحول هامة في تاريخ الكنيسة لأن قرار ميلانو الذي أصدره الإمبراطور منح المسيحيين لأول مرة في تاريخهم نفس الحقوق التي كان يتمتع بها معتنقو الديانات الأخرى. وهكذا أصبح المسيحيون يتمتعون لأول مرة بحرية الاعتقاد بالإيمان المسيحي وبنشره في كل مكان.

- وقد أعطى قسطنطين الأموال الكثيرة لبناء كنائس فخمة في القسطنطينية والقدس وبيت لحم وأماكن أخرى ذات أهمية في تاريخ الكنيسة الرسولية. وبما أن الكنيسة المسيحية كانت تعتبر يوم الأحد كيوم الراحة الأسبوعي نرى قسطنطين يصدر أمراً بمنع العمل في يوم الأحد.

- يطلق مؤرخو الكنيسة اسم العهد الذهبي للنصارى ابتداء من تربع الإمبراطور قسطنطين على عرش الإمبراطور الرومانية عام 312 م لتبدأ مرحلة جديدة من مراحل النصرانية.

 

* ويمكن تقسيم ذلك العهد إلى مرحلتين رئيسيتين:

• مرحلة جمع النصارى على عقيدة واحدة ( عصر المجامع أو عهد الخلافات والمناقشات).

- ما إن أعلن قسطنطين إعلان ميلان حتى قرب النصارى وأسند إليهم الوظائف الكبيرة في بلاط قصره، وأظهر لهم التسامح، و بنى لهم الكنائس، وزعمت أمه هيلينا اكتشاف الصليب المقدس، الذي اتخذه شعاراً لدولته بجانب شعارها الوثني، فنشطت الدعوة إلى النصرانية، ودخل الكثير من الوثنيين أصحاب الفلسفات في النصرانية، مما كان له أثره البالغ في ظهور الكثير من العقائد والآراء المتضاربة، والأناجيل المتناقضة، حيث ظهر أكثر من خمسين إنجيلاً، وكل فرقة تدعي أن إنجيلها هو الصحيح وترفض الأناجيل الأخرى.

• مرحلة الانفصال السياسي:

- قسم قسطنطين الإمبراطورية قبل وفاته عام 337م على أبنائه الثلاثة: فأخذ قسطنطين الثاني الغرب، وقسطنطيوس الشرق، وأخذ قنسطانس الجزء الأوسط من شمال إفريقيا، وعمد كل منهم إلى تأييد المذهب السائد في بلاده لترسيخ حكمه. فاتجه قسطنطيوس إلى تشجيع المذهب الآريوسي، بينما شجع أخوه قسطنطين الثاني المذهب الأثناسيوسي مما أصل الخلاف بين الشرق اليوناني والغرب اللاتيني.

 

* العالم يغزو الكنيسة:

- علينا ألا تظن أن الكنيسة استفادت بصورة مطلقة من اعتناق قسطنطين ومن جميع القرارات التي أصدرها إذ أن هناك أمور معينة لم تكن لتوجد في الكنيسة لو لم تصبح المسيحية ديانة الدولة الرسمية.

 

* العلاقة بين الكنيسة والدولة:

- حدث بعد اعتناق الإمبراطور قسطنطين؛ أن الدولة أسبغت على الكنيسة المسيحية بعطايا كثيرة ولكنها طلبت من الكنيسة في نفس الآن أن تعطيها صوتاً هاماً في أمورها الخاصة. وهذا أمر يحزن جميع المسيحيين الذين يؤمنون مع الكتاب بأن الدولة تابعة وكذلك الكنيسة ولكنهما يعملان في حقلان مختلفين وأن على الدولة أن لا تتدخل في شؤون الكنيسة كما أن على الكنيسة أن لا تتدخل في شؤون الدولة.

- ولكنه نشأ منذ أيام قسطنطين موضوع العلاقة بين الكنيسة والدولة ولم يكن عبارة عن موضوع نظري بل كان مشكلة عملية أن عدم التقيد بتعاليم الكتاب بخصوص استقلال الدولة عن الكنيسة والكنيسة عن الدولة أدى إلى منازعات عديدة كانت الكنيسة والدولة بغنى عنها.

 

* محاولة أخيرة لإحياء الوثنية:

- اعتلى عرش الإمبراطورية الرومانية في العام 361م جوليان وهو ابن أخ قسطنطين الكبير. وكان نشأ مسيحياً ولكنه كان وثنياً في صميم حياته. وما أن أصبح سيد رومية حتى أعلن بصورة رسمية أنه وثني ولذلك يدعى في تاريخ الكنيسة باسم جوليان الجاحد نظراً لارتداده عن الديانة المسيحية التي تربى فيها.

- اضطهد جوليان الجاحد المسيحيين بشكل غير عنيف وحاول القضاء على المسيحية لا على طريقة أباطرة الرومان الأقدمين بل باللجوء إلى قلمه. فقد صار يكتب ضد المسيحية ويهزأ بها ويحاول إظهار المعتقدات المسيحية وكأنها بدون معنى. لكن جوليان فشل فشلاً ذريعاً في محاولته ولم يستطع إحياء الوثنية إذ بقيت معابدها مقفرة ومذابحها بدون دخان.

- إن الوثنية الرسمية كانت قد ماتت ولم يكن باستطاعته إرجاع الحياة إليها. وبعد سنتين من اعتلاءه العرش الروماني ذهب جوليان لمحاربة الفرس وجرح أثناء معركة حامية جرحاً دامياً. ويروى عنه أنه ملأ يده النازف ورمى به إلى السماء صارخاً: لقد انتصرت في النهاية أيها الجليلي! وهكذا انتهت بالفشل التام المحاولة الأخيرة لإنهاض الوثنية من قبرها بموت الإمبراطور الجاحد جوليان وثابرت الكنيسة على سفرتها في بحر هذا العالم المضطرب!

 

* نشأة البابوية:

- على إثر تقسيم الإمبراطورية إلى شرقية وغربية، ونتيجة لضعف الإمبراطورية الغربية تم الفصل بين سلطان الدولة والكنيسة، بعكس الأمر في الإمبراطورية الشرقية حيث رسخ الإمبراطور قسطنطين مبدأ القيصرية البابوية، ومن هنا زادت سلطات أسقف روما وتحول كرسيه إلى بابوية لها السيادة العليا على الكنيسة في بلدان العالم المسيحي الغربي( روما ـ قرطاجة).

- وقد لعب البابا داماسوس الأول 366 ـ 384م دوراً هاماً في إبراز مكانة كرسي روما الأسقفي ـ سيادة البابوية ـ، وفي عهده تم ترجمة الإنجيل إلى اللغة اللاتينية، ثم تابعه خلفه البابا سيرى كيوس 384 ـ 399م في تأليف المراسم البابوية.

مواضيع ذات صلة

إضف تعليقك

فضلا اكتب ماتراه فى الصورة

تعليقات الزوار (0)

ملاحظة للأخوة الزوار : التعليقات لا تعبر بالضرورة عن رأي موقع لفلي سمايل أو منتسبيه، إنما تعبر عن رأي الزائر وبهذا نخلي أي مسؤولية عن الموقع..