تاريخ الإضافة : 14/4/1432 هـالزيارات : 45384التعليقات : 6
صور: البرازيل وبكاء الرئيس الفقير
* تعد "البرازيل" أكبر الدول مساحة وأكثرها سكاناً في قارة " أمريكا الجنوبية " ، كما تعد خامس أكبر دولة في العالم من حيث المساحة.
* علم البرازيل وشعارها:
* الحدود:
- يحدها من الشمال "غويانا" ، "سورينام" ، "غويانا الفرنسية" و"فنزويلا" .. ومن الغرب "كولومبيا" و"البيرو" ومن الجنوب "بوليفيا" ، "بارجواي" ، "الأرجنتين" و"الأوروجواي" ومن الشرق المحيط الأطلسي ، يمر فيها خط الاستواء وفيها أجزاء كبيرة من نهر الأمازون ولذا فأراضيها مليئة بالغابات الاستوائية أو المناطق الصالحة للزراعة.
- يرجع اكتشاف البرازيل إلى عام 1500 عندما اكتشفها البحار البرتغالي "بيدرو ألفاريز كابرال"، وتدفق البرتغاليون عليها، وأبادوا السكان الأصليين، ثم أخذوا في جلب الرقيق من إفريقيا عام 1550، وحتى عام 1888 الذي ألغي فيه الرق، وفي العام التالي أعلنت البرازيل جمهورية.
- وقد استعمرت "البرتغال" دولة "البرازيل" منذ اكتشافها في عام 1500، عندما وصل إليها الأمير البرتغالي "بيدرو كابرال"، وبدأ الصراع والتنافس الاستعماري على القارة بين أسبانيا والبرتغال في نهاية القرن الخامس عشر الميلادي، وانتهي الأمر إلى توقيع معاهدة بينهما في عام 1494.
- فكانت الأرض التي يطلق عليها حالياً "البرازيل" من نصيب "البرتغال" ، أما باقي القارة من نصيب "أسبانيا"، وبدأ تدفق المهاجرين البرتغاليين على "البرازيل"، وتأسست مدينة "سانتوس" كنقطة ارتكاز ، وكانت "باهيا" عاصمة المستعمرة البرتغالية، ثم تحول الحكم إلى مدينة "ريو دي جانيرو" ثم انتقلت أخيراً إلى "برازيليا"، حتى أعلن استقلال "البرازيل" عام 1889.
* أما من الناحية الجغرافية:
- تشكل مرتفعات الغيانا حدوداً طبيعية للبلاد مع كل من "فنزويلا" و"غويانا" ، ويوجد في شمال البلاد سهول حوض الأمازون وفي الجنوب ناحية المحيط توجد العديد من السلاسل الجبلية منخفضة الارتفاع التي قد يضاهي ارتفاعها في بعض المناطق 2،900 م.
- يعرف أن أعلى قمم البلاد هي قمة "بيكو دا نبلينا" التي تقع بالقرب من الحدود البرازيلية الفنزويلية وتعلو 3،014 م عن سطح البحر ، كما تضم أراضيها نهر "الأمازون" الذي يعد أكبر أنهار العالم من حيث التدفق والحجم ، وكذلك يخترقها أنهار "البارانا" ، "الايجواسو" ، "النهر الأسود" ، "ساو فرانسيسكو" ، "شينجو" و"الماديرا".
- كما تتبع البرازيل عدة جزر في المحيط الأطلسي هي جزيرة سانت بيتر وبول , و فرناندو دا نورونا.
خريطة توضح الطبوغرافية البرازيلية
* تكتظ "البرازيل" بالسكان على سواحلها ، وتنخفض الكثافة السكانية كلما توغلنا في المناطق الداخلية.. سكان المناطق الجنوبية بشكل عام هم من الأوروبيين الذين قدموا للمنطقة منذ القرن السادس عشر ، كما يوجد العديد من الجاليات الأخرى كالجالية البولندية والهولندية والأوكرانية والصينية والكورية الشمالية ، ومن القائمة التالية سنتعرف علي سكان البرازيل الذين نزحوا إليها عن طريق الهجرة ..
- إيطاليون: (14،8 ٪ من سكان البرازيل، 28 مليون).
- أسبان: (7،8 ٪، 15 مليون).
- ألمان: (5.9 ٪، 12 مليون).
- بولنديون: (0،7 ٪، 1،5 مليون).
- يابانيون: (0،7 ٪، 1،5 مليون).
* عرب البرازيل:
- لبنانيون: (4 ٪، 8 مليون).
- سوريون: (1،6 ٪، 2،5 مليون).
- فلسطينيون: (0.4 ٪، 1،3 مليون).
* النشاط السكاني البرازيلي:
- فتعتبر البرازيل دولة زراعية، حيث يعمل بالزراعة أكثر من 26% من القوي العاملة بالبلاد ، وأهم المنتجات الزراعية الذرة، القمح، قصب السكر، والقطن، ويمثل الرعي حرفة هامة في الاقتصاد البرازيلي وذلك بسبب الإمكانيات الضخمة من الثروة العشبية وثروتها الحيوانية من الأبقار، الأغنام، والماعز، كما تضم "البرازيل" ثروة عظيمة من الغابات الاستوائية، وتنتج الأخشاب الصلبة واللينة.
- وتتمثل الثروة المعدنية في الكوارتز، الماس، والكروم ، فهي الدولة الثانية في إنتاج الكروم في العالم ، كما تنتج "البرازيل" اليورانيوم، المنجنيز، الحديد، الألمنيوم والذهب، وتشغل الثروة المعدنية مجالاً هاماً في الاقتصاد البرازيلي.
- أما الصناعة فهي حديثة النشأة في "البرازيل"، حيث نمت بعد الحرب العالمية الثانية، فأنشئت بضعة الآلف من المصانع وأصبحت قيمة الإنتاج الصناعي في السنوات الأخيرة تفوق قيمة الإنتاج الزراعي، وساعد على تنشيط الصناعة اتساع السوق المحلي، وزيادة التجمع الحضري.
- يعرف أن غالبية سكان الدولة يدينون بالمسيحية الكاثوليكية ، إلا أنه يوجد فيها أقليات مسلمة وكذلك يدين بعض سكانها بديانة "أوريشا".
* اللغة:
- اللغة الرسمية في "البرازيل" هي اللغة البرتغالية، ولكن البرتغالية في "البرازيل" مختلفة عنها في "البرتغال" والدول الأخرى، وكذلك تنتشر اللغة الإسبانية بشكل كبير جداً ، وهي لغة رسمية في بعض مناطق "البرازيل" ، كما أن هناك عدد كبير من اللغات الوطنية.
متحف اللغات البرازيلي في مدينة "ساوبولو"
* السياسـة البرازيلية:
- بناء على الدستور البرازيلي الذي أنشأ عام 1988 ، تعتبر "البرازيل" جمهورية فيدرالية رئاسية، وبالرغم من أن السياسة البرازيلية كتنظيم وإدارة قد أخذت من المنهج الأمريكي الشمالي ، إلا أن النظام البرازيلي يتبع تقليد روماني-جيرماني مختلف عن النظام الأمريكي الشمالي ، فالسلطة التنفيذية في أيدي رئيس الدولة ويشاركه فيه رئيس الحكومة ورئيس الولاية ويتم انتخابهم مرة كل أربعة سنوات.
- وتنقسم الحكومة إلي السلطة التنفيذية المتمثلة في رئيس الدولة ورئيس الحكومة المنتخبة شعبياً ، السلطة التشريعية المتمثلة في مجلس الشيوخ ، مجلس النواب ، السلطة القضائية المتمثلة في المحكمة الاتحادية العليا.
- وكذلك يوجد بالدولة البرازيلية العديد من الأحزاب السياسية مثل حزب العمال، الحركة الديمقراطية البرازيلية ، الحزب الديمقراطي الاشتراكي البرازيلي، الحزب الديمقراطي ، حزب العمل، وحزب الجمهورية، الحزب الاشتراكي البرازيلي، الحزب الشيوعي والحزب التقدمي.
* رئيس البرازيل:
- تشغل منصب رئيس الجمهورية الآن " ديلما فانا روسيف " التي ولدت في الرابع عشر من ديسمبر عام 1947.
- وتعد "ديلما" رئيسة البرازيل السادسة والثلاثين ، كما أنها أول امرأة برازيلية تشغل هذا المنصب ، وهي عضو في حزب العمال البرازيلي ، تم تعينها كوزيرة لشؤون الرئاسة من قبل الرئيس "لولا دا سيلفا" عام 2005، لتصبح أول امرأة تتولى ذلك المنصب.
- رشحت لرئاسة "البرازيل" في الانتخابات الرئاسية البرازيلية لعام 2010 وفازت بنسبة 58% من إجمالي الأصوات مقابل حصول منافسها مرشح الحزب الديمقراطي الاشتراكي البرازيلي المعارض "جوزيه سيرا" على نحو 44% من الأصوات في الجولة الثانية.
* يعرف أن الرئيس السابق للبرازيل " لويس إيناسيو لولا دا سيلفا" الذي انتهت ولايته منذ أيام ، والملقب بابن البرازيل ، قد ولد في السابع والعشرين من أكتوبر عام 1945 ، بولاية "بيرنامبوكو" البرازيلية ، وكان الرئيس الخامس والثلاثون ، وقد انتخب رئيسًا للبرازيل عام 2002، ثم أعيد انتخابه عام 2006 بعد أن فاز بـ 60% من الأصوات ، وقد تسلم الرئاسة للمرة الأولى في الأول من يناير عام 2003.
- والجدير بالذكر ، أن الرئيس البرازيلي قد قاسي بشدة وهو يجاهد للصعود للقمة ، فقد بدأ مجال العمل كماسح للأحذية في ضواحي "ساوباولو" ، كما عمل كصبي بمحطة وقود ، وكذلك عمل خراطاً ، ميكانيكي سيارات ، وبائع للخضار ، بعد أن أضطر للتوقف عن دراسته في الصف الخامس الابتدائي بسبب المعاناة والفقر.
- وفي سن التاسعة عشر فقد "لولا" أصبع بيده اليسرى أثناء عمله في مصنع لقطع غيار السيارات ، وهو ما دفعه للمشاركة في اتحاد نقابات العمال ليدافع عن حقوقه وحقوق زملائه.
- إلا أن نجم الرئيس "لولا دا سيلفيا" قد سطع منذ الثمانينيات ، أثناء إضراب للمصانع في أطراف مدينة "ساو باولو" ، وكان الجيش في هذه الفترة مسيطراً على الحكومة ، فترأس خطاب لنقابات العمال الصناعيين، وكانت خطاباته مشجعة ضد الحكومة فأدى ذلك إلى احتجازه لمدة ثلاثين يوم.
- وفي عام 1981 حكمت علية المحكمة العسكرية بالسجن لمدة ثلاث سنوات ونصف بتهمة التحريض ، ولكن أطلق سراحه عام 1982، وفي نفس العام شارك في أول انتخابات لحكومة "ساو باولو" ولكنه خسر.
- وفي عام 1984 شارك مع "أوليسيس غاماريس" في حملة انتخابية لإعادة الديمقراطية في "البرازيل" وعودة حق الرئاسة المباشرة، وقد حققت هذه الحملة نجاحًا في الانتخابات الرئاسية لعام 1984.
- وفي عام 1986 انتخب نائبًا عن ولاية "ساو باولو"، وفي عام 1989 عقدت أول انتخابات رئاسية مباشرة منذ الانقلاب العسكري عام 1964، ورشح نفسه للرئاسة لكنه هزم في الجولة الثانية ضد مرشح الحزب الوطني "فيرناندو كولور ميلو" الذي حظي بدعم كبير من الناخبين الذين شعروا بالخوف من احتمال قيام دولة تميل إلى الاشتراكية بقيادته ، وبالرغم من هزيمته إلا إنه حافظ على موقعة وعلى حزبه في "البرازيل" وفي الخارج.
- وفي عام 1992 أيد "لولا" عزل الرئيس "فيرناندو كولور ميلو" الذي اتهم في قضايا فساد مختلفة، إلى أن استقال من منصبة في نهاية العام ، وفي عام 1994 أعاد ترشيح نفسه للرئاسة، إلا إنه خسر من الجولة الأولى، ورشح نفسه أيضًا في انتخابات عام 1998 وخسرها للمرة الثالثة من الدور الأول، وبالرغم من ذلك بقي قوي في المعارضة وكان حزبه حزب العمل ينمو باستمرار.
- لكن بعد انخفاض قيمة العملة البرازيلية أمام الدولار، وحجب ثقة المستثمرين عن "البرازيل"، بالإضافة إلى النمو الاقتصادي البطيء لحكومة الرئيس "فيرناندو أنريك كاردوسو" ، أعطى ذلك فرصة لحزب العمل بقيادته للوصول للحكم.
- وفي السابع والعشرين من أكتوبر عام 2002 انتخب رئيسًا للبرازيل، وفي التاسع والعشرين من أكتوبر عام 2006 أعيد انتخابه في الجولة الثانية من انتخابات عام 2006 بعد أن تقدم أمام الحاكم السابق لولاية "ساو باولو" ومرشح الحزب الديمقراطي "جيرالدو الكمين" بأكثر من 60% من الأصوات.
* وخلال آخر خطاب له كرئيس للبلاد ، أجهش "لويس أناسيو لولا دا سيلفا" بالبكاء ثلاث مرات ، ولكن لم يكن سبب أحدها بالتأكيد مغادرته لمنصب رئاسة الجمهورية ، ولكن بكي ابن البرازيل أمام حشد بمسقط رأسه في ولاية "بيرنامبوكو" البرازيلية التي ولد فيها فقيراً قبل خمسة وستون عاماً.
- وقد ذرف الرئيس الفقير الدموع أول مرة بينما كان يستحضر ذكريات نشأته وهو طفل فقير في إحدى المدن الريفية القريبة من مدينة "جارانهونس" بشمال "البرازيل" ، إلى أن وصل لرئاسة ثامن أكبر قوة اقتصادية في العالم.
- ثم بكي "دا سيلفا" ثانية عندما عبّر شاعر من سكان المنطقة عن عرفانه بجميل الرئيس الذي حظي بأكبر قدر من محبة شعبه.
- وأخيراً بكي "دا سيلفا" حينما استحضر ذكرى فوزه في الانتخابات الرئاسية عام 2002 ، بعد ثلاثة هزائم متتالية ، قائلاً ( خسرت لأن جزء من الفقراء لم يكن لديهم ثقة فيَّ حينذاك).
- لم يكن بكاء الرئيس البرازيلي جديداً ، حيث بكي قبل ذلك خلال مقابلة تلفزيونية ، عندما تذكر قرضاً منحته الحكومة لإحدى شركات إعادة تدوير المخلفات ، حيث قام بتسليم قرض إئتماني خلال ولايته الأولى بقيمة112.1 مليون دولار ، قد منحها البنك الوطني للتنمية الاقتصادية لأكبر جمعية تعاونية تضم جامعي القمامة وتدويرها في مدينة "ساو باولو" ، الذين كانوا في وقت سابق هم رفاق "دا سيلفا" قبل أن يصبح رئيساً للبرازيل.
- الرئيس البرازيلي الذي بلغت شعبيته 80 % ، منحدر من أسرة فقيرة ، فهو من أبرز الزعماء السياسيين الذين خرجوا من رحم الفقر والتهميش إلي قمة السلطة ، فقد كان "دا سيلفا" الطفل السابع لعائلته المكونة من ثمانية أطفال ، الذين تركهم والدهم العنيف لوالدتهم الأمية ، فاضطرت العائلة أن تسكن في غرفة واحدة خلف ناد ليلي تنبعث منه الموسيقى الصاخبة وشتائم السكارى ..
- إلا أن والدته "أريستيديس" التي بكى عليها "دا سيلفا" بمرارة حين وفاتها كانت تتمتع بعزم كبير ، وأسهمت في تربية وتكوين شخصية "دا سلفيا" الذي قال عنها:( لقد علمتني كيف أمشي مرفوع الرأس ، وكيف أحترم نفسي حتى يحترمني الآخرون ).
- أستطاع هذا الرئيس الفقير والأمي خلال ثماني سنوات من الحكم أن يضع بصمته علي اقتصاد "البرازيل" ، مما سيؤهلها أن تصبح خامس أغني اقتصاد في العالم بحلول عام 2016 ، كما أحدث بها نهضة شاملة في كافة المجالات ... ومن خلال الصور التالية سنتعرف علي بعض الأماكن التي تتمتع بها البرازيل ...
- يعرف أن الرئيس البرازيلي "دا سيلفا" هو من جعل "البرازيل" ودولاً أخرى في أمريكا اللاتينية تعترف بدولة "فلسطين" متحدياً إسرائيل وأمريكا والصهيونية العالمية وكل الجهات التي تقف خلفها.
* نادراً جداً ما يبكي الرؤساء ، وقلما يكون بكاؤهم صادقاً كبكاء البرازيلي الفقير "دا سيلفا" الذي لا يحمل أي شهادة سوى شهادة الوفاء والحب لشعبه ، مقرونة بشهادة الإصرار على خدمه وطنه ورقيه وتحسين أحواله ، كما يمتلك أيضاً شهادة الزهد في السلطة وشهادة حب الرفاق القدامى من الفقراء .. ما أحوجنا إلى رؤساء يبكون بصدق .. أليس كذلك؟ |