* قال الأصمعي لرجلٍ كذابٍ: هل صدقت قطّ ؟
- فقال الكذاب: نعم.
- فقال الأصمعي: عجباً.
- فقال الكذاب: خفت أن أقول: لا، فأصدق.
* مأساة الكاذب ليست في أن أحداً لا يصدّقه؛ بل في أنهَّ لا يصدّق أحداً.
* * *
الصدق في أقوالنا أقوى لنا والكذب في أفعالنا أفعى لنا
* * *
* يقول مارتن لوثر: الكذبة كرةٌ ثـلجيةٌ تـكـبـر كلّما دحرجتها.
* يقول منتاني: على ضعيف الذاكرة ألاَّ يكذب قط.
* من استحلى رضاع الكذب عسر فطامه.
* يقول ابن الجوزي رحمه الله: الحق لا يشبه الباطل وإنما يُمَوَّه بالباطل عند من لا يفهم له، وهذا في حق من يدّعي النبوات، وفي حق من يدعي الكـرامات.
* وممن ادَّعى النبوة مسيلمة ، ثم جاء بقرانٍ يُضحِك الناس، ثم مسح على رأس صبيٍ فذهب شعره ، وبصق في بئرٍ ، فيبست.
- وتـزوج سجاح التي ادعت النبوة فقالوا: لا بدَّ لها من مهرٍ، فقال: مهرها أني أسقطت عنكم صلاة الفجر والعتمة.
- وسجاح قد ادعت النبوة بعد موت الرسول عليه الصلاة والسلام، فاستجاب لها جماعة.
- فقالت: أدعوا الركاب، واستعدوا للنهاب، ثم اعبروا على الرباب، فليس دونهم حجاب، فقاتلوهم، ثم قصدت اليمامة فهابها مسيلمة، فراسلها وأهدى لها، فحضرت عنده.
- فقالت: اقرأ عليَّ ما يأتيك به جبريل.
- فقال: إنكنَّ معشر النساء خلقتن أفواجاً، وجُعلتنَّ لنا أزواجاً، نوِلجه فيكنَّ إيلاجاً.
- فقالت: صدقت فأنت نبي.
- فقال لها:
ألا هـبـي إلـى الـمـخــدعْ فـقـد هـيئ لـك الـمـضـجـعْ
فإن شـئـــتِ فـمـلـقــــــاةً وإن شــئــتِ عــلــى أربــعْ
وإن شــئــتِ بـثــلثـيـــــه وإن شــئــتِ بــه أجــمــــعْ
- فقالت: بل به أجمع فهو للشمل أجمع، فافـتـضـحـت عند العقلاء من أصحابها، فقال منهم عطارد بن حاجب:
أضحت نـبـيـتـنا أنثى يُطاف بها وأصبحت أنبياء الناس ذكرانــا
فلعـنة الله رب النـــاس كـلــــهمُ على سجاحٍ ومن بالإفك أغوانا
أعـني مسيلمة الكذاب لا سقـيـتْ أصداؤه من رعيث حيثما كانــا
- ثم إنها رجعت عن غيّها، وأسلمت، وما زالت تبين فضائح مسيلمة حتى قُـتِـل.
* وتـنبأ بالطائف رجلٌ يقال له أبو جعوانة العامري، وزعم أن دليله أنه يطرح القطن في النار فلا يحترق، وهذا لأنه يدهنه بدهن معروف.
* ومنهم هذيل بن يعفور كان يزعم انه عارض سورة الإخلاص , فقال: قل هو الله أحد، إلهٌ كالأسد، جالسٌ على الرصد، لا يفوته أحد.
* ومنهم هذيل بن واسع كان يزعم انه من ولد النابغة الذبياني، عارض سورة الكوثر فقيل له: ما قلت، فقال: إنا أعطياك الجواهر، فصلّ لربك وجاهر، فما يردنَّك إلا فاجر.
- فظهر عليه السنوري فقتـله، وصلبه على العمود ، فعبر عليه الرجل، فقال: إنا أعطيناك العمود، فصلّ لربك من قعودٍ، بلا ركوع ولا سجودٍ، فما أرك تعود.