لفلي سمايل

إنسحبْ يا عنترة

تاريخ الإضافة : 8-11-1430 هـ

 

كَـفْكِف دمـوعَكَ وانـسحِبْ يـا iiعـنترة      فـعـيـونُ عـبـلـةَ أصـبـحَتْ iiمُـسـتعمَرَه
لا تـــرجُ بـسـمةَ ثـغـرِها يـومـاً، iiفـقـدْ      سـقـطَت مــن الـعِقدِ الـثمينِ iiالـجوهرة
قـبِّـلْ سـيـوفَ الـغاصبينَ.. لـيصفَحوا      واخفِضْ جَنَاحَ الخِزْيِ وارجُ iiالمعذرة
ولْـتـبـتـلع أبــيــاتَ فــخــرِكَ iiصـامـتـاً      فـالشعرُ فـي عـصرِ الـقنابلِ.. iiثـرثرة
والـسـيفُ فــي وجــهِ الـبـنادقِ عـاجزٌ      فــقــدَ الـهُـويّـةَ والــقُـوى iiوالـسـيـطرة
فــاجـمـعْ مَــفـاخِـرَكَ الـقـديـمةَ iiكـلَّـهـا      واجـعلْ لـها مِـن قـاعِ صـدرِكَ iiمقبرة
وابــعـثْ لـعـبـلةَ فــي الـعـراقِ iiتـأسُّـفاً      وابـعثْ لـها فـي الـقدسِ قبلَ الغرغرة
اكــتـبْ لــهـا مـــا كــنـتَ تـكـتبُه iiلـهـا      تـحتَ الـظلالِ، وفـي الـليالي iiالمقمرة
يــــا دارَ عــبـلـةَ بــالـعـراقِ iiتـكـلّـمـي      هــل أصـبـحَتْ جـنّـاتُ بـابلَ iiمـقفرة؟
هـــل نَــهْـرُ عـبـلـةَ تُـسـتـباحُ iiمِـيـاهُـهُ      وكــــلابُ أمـريـكـا تُــدنِّـس iiكــوثـرَه؟
يــا فــارسَ الـبيداءِ.. صِـرتَ iiفـريسةً      عــبــداً ذلــيــلاً أســـوداً مـــا iiأحــقـرَه
مــتـطـرِّفـاً .. مـتـخـلِّـفـاً.. ومــخـالِـفـاً      نَسَبوا لكَ الإرهابَ.. صِرتَ مُعسكَرَه
عَــبْـسٌ تـخـلّت عـنـكَ... هــذا iiدأبُـهـم      حُــمُـرٌ – لَـعـمرُكَ - كـلُّـها iiمـسـتنفِرَه
فـــي الـجـاهليةِ..كنتَ وحــدكَ iiقــادراً      أن تــهـزِمَ الـجـيشَ الـعـظيمَ iiوتـأسِـرَه
لــــن تـسـتـطيعَ الآنَ وحـــدكَ iiقــهـرَهُ      فـالـزحفُ مــوجٌ.. والـقـنابلُ iiمـمطرة
وحـصـانُـكَ الـعَـرَبيُّ ضــاعَ صـهـيلُهُ      بـيـنَ الـدويِّ.. وبـينَ صـرخةِ مُـجبَرَه
هــلاّ سـألـتِ الـخـيلَ يــا ابـنـةَ iiمـالِـكٍ      كـيفَ الـصمودُ ؟ وأيـنَ أيـنَ iiالمقدرة!
هــذا الـحـصانُ يــرى الـمَـدافعَ حـولَهُ      مــتـأهِّـبـاتٍ.. والــقــذائـفَ مُــشــهَـرَه
لـو كـانَ يـدري مـا الـمحاورةُ iiاشتكى      ولَـصـاحَ فــي وجــهِ الـقطيعِ iiوحـذَّرَه
يــا ويــحَ عـبـسٍ .. أسـلَمُوا iiأعـداءَهم      مـفـتـاحَ خـيـمـتِهم، ومَـــدُّوا iiالـقـنطرة
فــأتــى الــعــدوُّ مُـسـلَّـحـاً، iiبـشـقـاقِهم      ونــفـاقِـهـم، وأقـــــام فــيـهـم iiمــنـبـرَه
ذاقـــوا وَبَـــالَ ركـوعِـهـم وخُـنـوعِهم      فـالـعـيشُ مُـــرٌّ .. والـهـزائـمُ مُـنـكَـرَه
هـــذِي يـــدُ الأوطــانِ تـجـزي iiأهـلَـها      مَــن يـقـترفْ فــي حـقّها شـرّاً.. iiيَـرَه
ضـاعـت عُـبَيلةُ.. والـنياقُ.. iiودارُهـا      لــم يـبـقَ شــيءٌ بَـعـدَها كـي iiنـخسرَه
فـدَعـوا ضـمـيرَ الـعُربِ يـرقدُ iiسـاكناً      فــي قـبـرِهِ.. وادْعــوا لـهُ.. iiبـالمغفرة
عَـجَزَ الـكلامُ عـن الكلامِ .. iiوريشتي      لــم تُـبـقِ دمـعـاً أو دمـاً فـي iiالـمحبرة
وعــيـونُ عـبـلـةَ لا تـــزالُ iiدمـوعُـهـا      تــتـرقَّـبُ الـجِـسْـرَ الـبـعـيدَ.. iiلِـتَـعـبُرَه

لشاعر: مصطفى الجزار

مواضيع ذات صلة

سالزبورغ رسائل عامة سالزبورغ

إضف تعليقك

فضلا اكتب ماتراه فى الصورة

تعليقات الزوار (8)

ملاحظة للأخوة الزوار : التعليقات لا تعبر بالضرورة عن رأي موقع لفلي سمايل أو منتسبيه، إنما تعبر عن رأي الزائر وبهذا نخلي أي مسؤولية عن الموقع..

شاكر

راااااااااااااااااائعة بروعة قهرنااااااااا

عابر

انا بالفعل من محبى الشعر جدا وقليل اوى لما قصيده تجبرنى على انى اقراها اكتر من خمس مرات وفى كل مره احس ان انا اقراها لاول مره والدمج بين صدور ابيات قصيده عنتره وبين الواقع الملموس دلوقتى جميل جدا ومعبر جدا جدا................ تسلم ايدك يا استاذنا ويارب نقرا لك حاجات تانيه قريب

محمد

بصراحه أعجبنتني هذه الأبيات كثيرا ولخصت ماضينا المجيد أعاد الله لنا عزنا بديننا آمين .. وبصراحه أول ماقرأت أول بيت توقعت أن هذا للحطيئه أو المتنبي رااااااااااااائع جدا

salah

الحق معك يا أخي أنه لا مجال للعنتريات في واقعنا الحالي فماذا يجدي السيف مع الصاروخ و لكن لا بد للحماس و الشجاعة و البأس و الغيرة و حب الاوطان و لم لا حب عبلة جديدة للتصدي للعدوان و هو ما تفعله المقاومة في فلسطين و العراق ..

حازم

جزاك الله خيرا والله ذكرتنا بمآسى أمتنا الأسلاميه .. جزاك الله خيرا وسددك وثبتك اللهم آمين.

saad

رائعة حتى الثمالة الا ما أقبح الذل وأحقره وما أروع في زمن الخنوع صفحة من مجد عنترة شكرا لكم

كامل همام

تسلم يمينك

Amira

شكرا جزيلا - حقا رائع و معبر - و سهل الفهم - و لكن عميق الفكر - شكرا