((( أهداف الغزو الفكري )))
* أولاً : التشكيك في المصادر الإسلامية :
أ - التشكيك في القرآن الكريم:
- نعرف القرآن في بداية الأمر ، وهو : كلام الله المنزل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وقام بهذه المهمة أمين السماء جبريل - عليه السلام - ، وحمله الثقات ، ونقلوه إلينا كما أنزل على نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - أيضًا ، وقد تكفل الله بحفظه كما قال تعالى : ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) .
- موقف المستشرقين تجاه القرآن الكريم :
- جمهور المستشرقين يقولون : إن القرآن مؤلف بشري وضعه محمد بنفسه وتلقى في سبيل التأليف بعض المساعدات من رهبان اليهود والنصارى .
- من هؤلاء المستشرقين شخص اسمه ( جورج ميل ) في 1736م أصدر ترجمة لمعاني القرآن الكريم ، يقول في مقدمة هذه الترجمة نصًا : ( أما محمدًا كان في الحقيقة هو المؤلف للقرآن والمخترع الرئيس له فذلك أمرٌ لا خلاف عليه ، وإن كان من المرجح أن المعاونة التي تلقاها في سبيل ذلك من اليهود والنصارى لم تكن معاونة يسيرة ) .
وقال ذلك في الهامش مشيرًا إلى آيتين , آية (103) من سورة النحل : ( ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر ) , وفي آية أخرى : ( وقال الذين كفروا إن هذا إلا إفك افتراه وأعانه عليه قوم آخرون ) .
- ويقولون : أنه اعتمد في كتابه على ( الكتاب المقدس ) ولا سيما التوراة خصوصًا في القصص من العهد القديم .
- وهناك أحد المستشرقين اسمه ( لوت ) يقول : إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - مدين بفكرة افتتاح السور إلى مصدر أجنبي ويرجح إلى أن المصدر يهودي . ويقول : إن السور المفتتحة بحروف مقطعة سورة مدنية .
- علمًا أن أغلب هذه السور نزلت في مكة وعددها 27 نزلت في مكة وسورتين نزلت في المدينة وهي سورة البقرة وآل عمران .
ب - التشكيك في السنة النبوية :
- منزلة السنة من القرآن الكريم أنها هي المصدر الثاني وأنه مفسر له .
- واتجه المستشرقون للسنة للتشكيك بالدين ؛ لأنهم حاولوا مع القرآن ولم ينجحوا .
- وأبرز من تهجم على السنة النبوية هو اليهودي (( جولد زهير )) الحاقد ويعتبره المستشرقون أكبر خبير تجاه الحديث النبوي ، وكان يردد كلامًا يتعلق بالسنة ويدعي بعض الادعاءات ، منها :
- أن هناك أحاديث كثيرة لا يمكن أن تكون قد صدرت عن الرسول .
- أنه لا يمكن القطع بصحة نسبة شيء من أحاديث الرسول .
- أن القسم الأكبر من الحديث النبوي تم وضعه نتيجة للتطور الديني والسياسي والاجتماعي الذي حدث في القرن الأول والثاني الهجري .
- الطعن في حملة الحديث النبوي من الصحابة كأبي هريرة .
- ونرد عليهم بهذا الرد على ادعاءاتهم الأربعة التي ذكرت :
1- الرد على الادعاء الأول :
- هناك أحاديث لم تصدر عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهي موضوعة وتصدى لها رجال الحديث وأفردوا لها كتبًا خاصة ، ومن هذه الكتب الموضوعات ، لابن الجوزي اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة ، للإمام الشوكاني .
2- الرد على الادعاء الثاني :
- أما قوله : ( بأن هناك أحاديث لا يمكن القطع بصحة نسبتها إلى الرسول ) ،فنقول له :
هذا محض زور وبهتان وصاحبة إما جاهل أو مغرض ؛ لأن الأحاديث النبوية ميزت ومحصت تمحيصًا تامًا ، والسنة النبوية حملها صحابة أوفياء عدول نقلها عنهم أئمة عدول وهكذا ، ثم أفردت أحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - في مؤلفات .
3- الرد على الادعاء الثالث :
- أما قوله : ( إن الحديث كان انعكاسًا للتطور السياسي والاجتماعي ) ، فنقول له :
لم ينتقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لربه إلا بعدما اكتمل الدين ، قال تعالى : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا ) ،
فهذا دليل على إتمام السنة . ويكفيكم قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( تركت فيكم شيئين ما إن تمسكتم به بعدي فلن تضلوا بعدي أبدًا ) .
والدليل على أن السنة لم يحصل فيها إضافة بعد عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - عدم اختلاف المسلمين في عبادتهم لله عز وجل ، وهم يعيشون في شتى بقاع الأرض . ولو صح ما ادعوه لاختلف المسلمون في عبادتهم لله تعالى ومعاملاتهم .
4- الرد على الادعاء الرابع :
- الصحابة - رضي الله عنهم - كلهم عدول وكلهم من الفضلاء ، قال - صلى الله عليه وسلم - : ( خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) ، والطعن في الناقل يضعف الثقة في المنقول .
* ثانيا : تشويه عقائد الإسلام ، وشرائعه ، وأعلامه ورموزه :
أ - التشكيك في عقائد الإسلام :
- مما قاله بعض أعداء الإسلام :
- أن العقيدة الإسلامية تشبه العقيدة المسيحية في تعرض كل منهما للتطور على أيدي الأجيال التالية لعيسى ومحمد - عليهما السلام .
وقالوا : أن فكرة التوحيد لم تكن واضحة لرسول الله وإنما اتضحت له شيئًا فشيئًا وأنه كان قبل ذلك على مذهب الشرك والتعدد ، ثم بدأت عقيدة التوحيد تتطور شيئًا فشيئًا ،وهذا معنى كلام ( روبد رايت ) وهو ألماني نصراني حاقد .
- نرد عليهم بكلام موجز :
1- لرد على الادعاء الأول :
- كلام صحيح على النصرانية ثم انتقل إليها التحريف شيئًا فشيئًا على أيدي الأتباع ، أما العقيدة الإسلامية فهذا الكلام زور وكذب ولم يحصل التحريف بالنسبة للعقيدة الإسلامية ؛ لأن الله قد حفظ كتاب الإسلام فقال : ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) .
2- الرد على الادعاء الثاني :
- نسأل هذا النصراني الخبيث الحاقد هذا السؤال : هل كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شخصًا عاديًا أم رسول أرسله ربه ؟
فنقول له : إن كان شخصًا عاديًا فيجوز عليه ما يجوز على سائر الناس . أما إن كان نبيًا مرسلاً فإن الذي أرسله قادر على حفظه ، وهناك أدلة وقرائن تدل على أنه - صلى الله عليه وسلم - عُصم طول حياته ، ولا مجال لهذا الهُراء .
ب - تشويه الشريعة الإسلامية :
- المستشرقون حريصون على تشويه الشريعة الإسلامية بشتى الطرق ، وخلاصة ما قالوه أنها مستمدة من القانون الروماني بشكل أو بآخر ، وقد عبروا عن هذا المعنى بأساليب عديدة ، فقال بعضهم : ( إن الشرع المحمدي ليس سوى القانون الروماني معدلاً وفق الأحوال السياسية للممتلكات العربية ) .
وقال : ( إن القانون المحمدي ليس سوى قانون جستنيان - حاكم روماني - في لباس عربي ) ، ودليله : التشابه العام وليس موجودًا في نقاط محددة ، هذا من وجهة نظره .
ويقولون : ( بأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لما هاجر إلى الشام مرتين أخذ مواد القانون الروماني وأصاغه بصيغة إسلامية ) ..؟؟!!!.
- خلاصة الرد عليهم ، نقول :
1- الرد على الادعاء الأول :
- أن أي واحد عنده أدنى ذرة عقل يستطيع أن يقول هذا كلام ساقط لأمرين :
أ - أمية الرسول - صلى الله عليه وسلم .
ب- أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يخرج خارج الجزيرة العربية إلا مرتين قبل البعثة الأولى وكان عمره 9 سنوات أو 12 سنة ، والمرة الثانية كان في عمره 25 وفي هذه الرحلة لم يختلط بأحد من النصارى ولم يأخذ شيئًا عن الآخرين ؛ لأن مرافقيه كانوا من العرب الخلَّص .
2- الرد على الادعاء الثاني :
- ولهم بأن هناك تشابه ، نقول لهم : أن التشابه ليس دليلاً على التأثر حتى لو سلمنا بالتشابه ، هناك اختلاف بينهما في مصدر القانون والشريعة ، فالشريعة مصدرها إلهي معصوم ، ومصدر القانون مصدر وضعي من عند البشر .
3- الرد على الادعاء الثالث :
- ستدلالهم بالرحلات استدلال ضعيف ولا أصل له .
ج - تشويه أعلامه ورموزه :
- لاعجب أن المستشرقين دأبوا على تشويه أعلام الإسلام ابتداءً برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصحابته الكرام إلى علماء يومنا هذا ، وانظروا إلى حال بعض الفرق والحركات والأفكار الضالة في هذه الأيام وتشويههم لعلماء الأمة وطلاب العلم وما يصحب ذلك من سب وإطلاق بعض الألقاب عليهم التي استقوها من أسمائهم ، وأطلقوها أيضًا على من يدافع عنهم ، نسأل الله لهم الهداية .
* ثالثا: محاربة اللغة العربية الفصحى :
- أهمية اللغة العربية :
- للغة العربية ليست أداة للتخاطب فقط ، بل هي لغة القرآن والسنة وهي اللتان جعلتا اللغة العربية لغة عالمية وساعدت في سرعة انتشارها في العالم أجمع خارج الجزيرة العربية . وقيل : لولا القرآن لكانت اللغة العربية حبيسة في الجزيرة العربية ، فلابد لكل مسلم أن يقرأ القرآن ويعلمه لغيره ، ولكي يقرأ القرآن لابد أن يتعلم اللغة العربية لكي لا يلحن في القرآن ويخطئ فيهس .
فالقرآن الكريم كان له دور كبير في الحفاظ على اللغة العربية ، قال تعالى : ( إنا أنزلنا قرآناً عربيًا ).
- ولقد هال المستشرقين وأتباعهم هذا الخطر - في نظرهم - وصارت اللغة العربية عقبة كبيرة أمام مخططاتهم الخبيثة ، وزاد على حزنهم تمسك أكثر العرب بلغتهم ، ومن وسائلهم للإطاحة باللغة العربية ما يلي :
- الدعوة إلى إحلال العامية مكان الفصحى .
- الدعوة إلى تغيير حروف اللغة العربية واستبدالها بالحروف اللاتينية .
- الدعوة إلى تغيير قواعد اللغة العربية .
- الادعاء بأن الفصحى لا تُساير روح العصر وأنها تقضي على قوة العرب الاختراعية وأنها هي سبب تخلف العرب .
- الهدف من ذلك كله إسقاط اللغة العربية والقرآن الكريم .
- ومن أبرز الذين ظهروا من العرب أنفسهم : زكي نجيب محمود ، جورج زيدان ، سلامة موسى .
- إذا فقد العرب الثقة في اللغة العربية سوف يبتعدون عن القرآن الكريم فأثمرت جهود المستشرقين حتى صدرت المعاجم التي تدعو إلى استخدام العامية .
- والرد عليهم هو :
- أن اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم وهي لغة كاملة بلا نقص وتحمل عناصر البقاء لأنها لغة القرآن الكريم .
* رابعاً: إثارة النعرات القومية والعرقية :
- يحاولون بها القضاء على كل وحدة مهما كانت ، يقول ( لورانس براون ) : ( إذا اتحد المسلمون في أمة أمكن أن يصبحوا لعنة على العالم أجمع ) .
- فأثاروا النعرات القومية ، وهي موجودة قبل الإسلام ، فلما جاء الإسلام قضى عليها ، قال - صلى الله عليه وسلم - : ( ألا إن كل شيء من أمر الجاهلية موضوع تحت قدمي ) .
- جاء الإسلام فنادى بترك هذه العصبيات ، لا عصبية إلا للإسلام ، والرسول - صلى الله عليه وسلم - اتخذ خطوات عملية للقضاء عليها ، منها :
قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( لا فضل لعربي على أعجمي ... ) .
ومنها : مؤاخاته بين المهاجرين والأنصار ، ثم يقول - صلى الله عليه وسلم - : ( سلمان الفارسي منَّا أهل البيت ، وصهيب الرومي منَّا أهل البيت ) .
- ثم بعده سار الصحابة - رضي الله عنهم - على نفس المنهج ، قال عمر : أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا ( يقصد بلال ) ، وأمر صهيب أن يؤم الناس يوم طعن - رضي الله عنه - .
- فالإسلام قضى على هذه العصبيات والتفاخر بالأنساب .
- والمهم !! أن الأعداء لا يستريحون لوحدة الإسلام يريدون الفرقة بين المسلمين ، فقالوا : نحاربهم بإثارة النعرات القومية والعرقية ,
فنقلوا تجربة أوروبا من ناحية إثارة النعرات القومية والعرقية , منها :
- نادوا بإحياء الحضارات القديمة :
- نادوا بإحياء الحضارة الفرعونية في مصر .
- ونادوا بإحياء الحضارة الفينقية في سوريا ولبنان .
- ونادوا بإحياء الحضارة الآشورية في العراق .
- ونادوا بإحياء الحضارة البربرية في المغرب .
- ونادوا بإحياء الحضارة القبلية العربية في الجزيرة العربية .
- ونادوا بإحياء الفارسية في إيران .
- لكن هذا الإحياء أماته الوعي الإسلامي حتى فشلت هذه الدعوة ، فلجأ المستشرقون إلى إحياء القوميات في البلاد الإسلامية :
- فنادوا بإحياء القومية العربية ( أن تكون ولايتك للعرب لا للإسلام ، أي جعلت المسلم يفكر في وطنه لا في دينه ، وهذا من أخطرها ، لأنك تساعد القومية ولا تساعد إخوانك في الدين ) .
- ونادوا بإحياء القومية الفارسية في إيران .
- ونادوا بإحياء القومية البربرية في المغرب .
- ونادوا بإحياء القومية الطورانية في تركيا .
- آثار القومية :
- تمزيق الوحدة الإسلامية .
- الإجهاز على الخلافة الإسلامية .
- إحلال اللغة محل الدين .
* خامسًا : بث الفرقة والمذاهب الهدامة :
- وذلك بتكوين جماعات أصحاب مذاهب هدامة وتشجيعهم ومساعدتهم بكل ما يحتاجونه ، ومن هذه المذاهب والجماعات الهدامة : القاديانية ، والبهائية ، الروحية الحديثة ، الإخوان الجمهوريون .
- الهدف من إنشاء هذه المذاهب ، ومن أبرزها :
- أن تساعدهم هذه الجماعات في تشكيك المسلمين في أمور دينهم وعقيدتهم .
- أن تساعدهم هذه الجماعات في إسقاط شريعة الجهاد .
- أن تساعدهم هذه الجماعات على إشاعة الفرقة الفكرية .
- أن تساعدهم هذه الجماعات على نشر عقائدهم الباطلة .
- أن تساعدهم هذه الجماعات والفرق خصوصًا البهائية كجناح آخر للصهيونية يساعد على سيطرتها على العالم .