* سيطر طراز فورد تي "T" الشهير، أول السيارات المُنتَجة بالجملة على إنتاج السيارات في بداية عهدها. ثم في العام 1927 توقف إنتاج هذا الطراز، بعد أن بلغ مجموع ما أُنتج منه أكثر من 15 مليون سيارة، نتيجة لمنافسة الموجة الجديدة من السيارات الشعبية التي أخذت تجوب الطرقات. والطرقات نفسها طالها التحسين لمجابهة الأعداد المتزايدة من السيارات.

* سيَّارة الشعب:

- الخَلَف الأشهر لطراز فورد تي "T" كان طراز كي دي إف (KDF) الألماني، الذي صممه فرديناند بورش (1875-1951) عام 1934. ثم أُعيدت تسميته بـ "سيارة الشعب" (الفلكسواجن، VW) وبدء إنتاجه الجملي بقوة عام 1938.

- وتميزت "سيارة الشعب" بمواصفات تقنية عديدة كآلية تعليق بقبضان التوائية ، ومحرك هوائي التبريد لتخفيض الوزن والتكلفة وخطر التجمد في منظومة المشع (الرادييتر) المائي التبريد.

- وبحلول العام 1962 سجلت سيارة الشعب رقماً قياسياً كأول سيارة يبلغ مستوى إنتاجها المليون سنوياً.

- وقد توقف إنتاج هذا الطراز من السيارات أواخر القرن العشرين، لكنه استُؤنف مع بداية القرن الحادي والعشرين.

إحدى سيارات فلكسواجن الأولى التي انطلق إنتاجها بالجملة عام 1938. ويطلق عليها بعضهم اسم البيتل "الخنفساء" نظراً لشكلها.

فيما كانت بوادر الحرب العالمية الثانية تلوح في الأفق، ارتأى الزعماء الألمان إمكانية استخدام سيارات الفلكسواجن كوسائل نقل عسكرية، فقرروا تمويل إنتاجها بالجملة.

* اختراع وَمضِيٌ لَألاء:

- في العام 1934 ابتكر المخترع البريطاني برسي شو زر الطرق العاكس للنور، المسمى "عين الهِرّ". فقد حدث أن شُو كان مرة يقود سيارته في ضباب كثيف، فشاهد لألأة عيني هِرٍّ حقيقي كانعكاسات من مصباحي سيارته الأماميين. ويقال إن لألأة تلكما العينين جعلته يتوقف فجأة وفي الوقت المناسب مُجتنباً خطر التدهور من فوق منحدر شاهق!.

- يتألف زر "عين الهر" من كتل زجاجية مركبة في قاعدة ذات غطاء واق من حركة المرور. وقد صُممت الجوانب العديدة المُزوَّاة للكتل بحيث تعكس أشعة الضوء الساقطة عليها لتعود في الاتجاه نفسه.

- أزرار الطرق اللألاءة (عيون الهررة) الحديثة منها ألوان مختلفة لتحديد المواقع المختلفة من الطريق.

لم يُغير برسي شُو نمط حياته المتواضع رغم الثروة الطائلة التي حصَّلها من اختراعه "عين الهر" الزر البراق وسط الطريق.

عين الهر التي في الطرقات.

* طرق وشوارع أفضل:

- كذلك تغيرت النظرة إلى الطرق والشوارع العامة. فمعظم الطرق كانت تطويراً بسيطاً لبقايا الدروب الترابية القديمة للعربات والخيول.

- وكانت ألمانيا البلد الأول الذي مهد الطرق العامة وجعلها فسيحة صالحة لسرعة السير والسفر براحة وأمان مسافات طويلة بالسيارات دون إعاقات العبور البطيء لسيارات تنعطف فجأة من شوارع فرعية جانبية.

- وقد دُشنت أولى هذه الطرق الفسيحة الحديثة المواصفات، بمسربين مزدوجين في كلا الاتجاهين وبفاصل حدائقي، عام 1921 في ألمانيا وسميت "أوتوبان".

أول نفق طويل حفر خصيصاً للسيارات كان نفق هولندا بين مدينة نيويورك وولاية نيوجرسي بالولايات المتحدة الأمريكية بطول 2,6 كم. وقد افتتح عام 1927.

* طرق معبدة السطوح:

- مع تَحَسُّن مستوى المركبات سرعة وراحة كان لابدّ من تحسين الطرق أيضاً. فسطوح الطرق الحجرية المخلخلة القديمة التي كانت تصلح لسير الخيول، أخذت تتحفر وتُقتلع حجارتها المرصوفة بفعل أطُر السيارات.

- وقد طُّوِّرت أنماط جديدة لتعبيد الطرق وتسوية سطوحها باستخدام الرمل والحصى وكسارة الصخر ممزوجة بالزفت والإسمنت كخرسانة إسفلتية.

طريق عام مزدوج المسارب يُدشن قرب ميونخ بألمانيا، في بداية الثلاثينيات من القرن العشرين.