لفلي سمايل

التفاؤل الإيجابي

تاريخ الإضافة : 6-12-1427 هـ

أ.د/ ناصر بن سليمان العمر

 

* إن تربية النفس على التفاؤل في أعظم الظروف وأقسى الأحوال، منهج لا يستطيعه إلا الأفذاذ، والمتفائلون وحدهم هم الذين يصنعون التاريخ، ويسودون الأمم، ويقودون الأجيال ..

أما اليائسون والمتشائمون، فلم يستطيعوا أن يبنوا الحياة السوية، والسعادة الحقيقية في داخل ذواتهم، فكيف يصنعونها لغيرهم، أو يبشّرون بها سواهم، وفاقد الشيء لا يعطيه ..

 

ومكلف الأشياء ضد طباعها *** متطلّب في الماء جذوة نار

 

- إننا بحاجة إلى أن نربى الأمة على التفاؤل الإيجابي، الذي يساهم في تجاوز المرحلة التي تمرّ بها اليوم، مما يشدّ من عضدها، ويثبّت أقدامها في مواجهة أشرس الأعداء، وأقوى الخصوم؛ ليتحقق لها النصر بإذن الله ..

- والتفاؤل الإيجابي، هو التفاؤل الفعّال، المقرون بالعمل المتعدي حدود الأماني والأحلام .. والمتمشّي مع السنن الكونية ..

- أما الخوارق والكرامات فليست لنا ولا يطالب المسلم بالاعتماد عليه، أو الركون إليها، وإنما نحن مطالبون بالأخذ بالأسباب، وفق المنهج الرباني ..

- والتفاؤل الإيجابي هو التفاؤل الواقعي الذي يتّخذ من الحاضر دليلاً على المستقبل دون إفراط أو تفريط، أو غلوّ أو جفاء ..

- والتفاؤل الإيجابي هو المبنيّ على الثقة بالله، والإيمان بتحقق موعوده، متى ما توافرت الأسباب، وزالت الموانع قال الله تعالى: ( وَلَوْ يَشَاء اللَّهُ لانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ ) ..

 

- والمتأمل للواقع اليوم يرى من المبشّرات مالا يستطيع جاحد أن ينكره، ويكفي من ذلك أن هذه الأمة أصبحت الشغل الشاغل للعالم .. يحسب لها العدو ألف حساب ..

- وما تحالف العالم اليوم بقيادة أمريكا ضد المسلمين باسم ( مكافحة الإرهاب ) إلا دليل على قوة شأن الأمة، وأنها بدأت تسير نحو طريق العزة والكرامة، والمجد والخلود، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ولكنكم تستعجلون ) ..

- وتأمّل معي هذه البشرى قال تعالى: ( لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم ) ..

 

- وعضّ على هذا النبراس العظيم قال تعالى: ( فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون ).

 

وكل عيد ونحن وأنتم والمسلمون بخير

مواضيع ذات صلة

إضف تعليقك

فضلا اكتب ماتراه فى الصورة

تعليقات الزوار (3)

ملاحظة للأخوة الزوار : التعليقات لا تعبر بالضرورة عن رأي موقع لفلي سمايل أو منتسبيه، إنما تعبر عن رأي الزائر وبهذا نخلي أي مسؤولية عن الموقع..

alfarasha

مشكورين يعطيكم الف عافية

فاطمة

فلنتفاءل خيرا ولعل من هم اولى بالتفاؤل امة الاسلام يكفينا الايمان ليبث فينا نوره. وعيد مبارك وتقبل الله منا ومنكم واعاده الله على الامة الاسلامية باليمن والبركة.

amr abdel salam

صدقت يا دكتور وبارك الله فيك واكثر من امثالك