تاريخ الإضافة : 29/11/1426 هـالزيارات : 26670التعليقات : 6

ذات الخمار الأسود


- قدم بعض التجار مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه حمل من الخمر السود ( الخمر: جمع خمار، وهو ما تغطى به المرأة وجهها ) ، فلم يجد لها طالباً ولا شارياً، فكسدت عليه وضاق صدره، فقيل له: ما ينفقها لك إلا "مسكين الدرامى"( هو ربيعة بن عامر، توفى سنة 89هـ ) وهو من مجيدي الشعر الموصوفين بالظرف والخلاعة.

 

- فقصده فوجده قد تزهد وانقطع في المسجد، فأتاه وقص عليه القصة.

فقال: وكيف أعمل وأنا قد تركت الشعر وعكفت على هذه الحال ؟

فقال له التاجر: أنا رجل غريب، وليس لي بضاعة سوى هذا الحمل، وتضرع إليه، فخرج من المسجد وأعاد لباسه الأول وعمل هذه الأبيات وشهرها وهى:

قل للمليحة في الخمار الأسود        مـــاذا فـعـلت بـنـاسك iiمـتـعبد
قــد كـان شـمر لـلصلاة ثـيابه        حـتى قـعدت له بباب iiالمسجد
ردى عـلـيه ثـيـابه iiوصـلاتـه        لا تـقـتليه بـحـق ديــن iiمـحمد

- فشاع بين الناس أن "مسكيناً الدرامي" قد رجع إلى ما كان عليه، وأحب واحدة ذات خمار أسود، فلم يبق في المدينة ظريفة إلا وطلبت خماراً أسود.

فباع التاجر الحمل الذي كان معه بأضعاف ثمنه، لكثرة رغباتهم فيه، فلما فرغ منه عاد  إلى تعبده وانقطاعه.

 

• وقال أبو عبد الله الحامدي :

قـل لـلمليحة في الخمار iiالمشمشي        كـم ذا الـدلال عـدمت كل iiمحرش
يـا من غدا قلبى؛ كنرجس iiطرفها        في الحب لا صاح ولا هو منتشي
هـذا الـربيع بـصحن خـدك قد iiبدا        لـمـقـبـل ومــعـضـض ومـخـمـش
فــمـتـى أبــيـت مـعـانـقاً iiلـبـهـارة        ولـورده الـمستأنس المستوحش ii؟