![]() | |||||||
|
|
قـلـت لـليل هـل بـجوفك سـر عــامـر بـالـحديث والأســرار |
- ليل الصائمين قصير لأنه لذيذ ، وليل العابثين طويل لأنه سقيم.
|
فقصارهن من الهموم طويلة وطوالهن مع السرور قصار |
- وصف الله الصالحين من عباده فقال: ﴿ كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ﴾ الذريات:17. فليلهم من أحسن الليل ، ووصفهم في السحر فقال: ﴿ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ الذريات:18. وقال: ﴿ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ ﴾ آل عمران: من الآية17. فأسحارهم من أجمل الأسحار:
|
يـا لـيلة الـجزع هلا عدت ثانية سـقى زمـانك هـطال مـن الـديم |
- كان المهاجرون والأنصار إذا أظلم عليهم الليل سمع لهم نشيج بالبكاء ، وإذا أسفر الصباح فإذا هم الأسود إقداما وشجاعة:
|
في الليل رهبان وعند لقائهم لـعدوهم من أشجع الشجعان |
- كانت بيوت المهاجرين والأنصار في ظلام الليل مدارس تلاوة وجامعات تربية ، ومعاهد إيمان ، فما لبيوت كثير من الناس اليوم أصبحت ثكنات للغناء والمجون وملاجئ للسفه واللهو ، اللهم عفوك يا كريم. فلما فقدنا قيام الليل قست قلوبنا ، وجفت دموعنا وضعف إيماننا.
- صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: ( من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) رواه البخاري ومسلم. مما يعين على قيام الليل تذكر ذاك القيام المهول: ( يوم يقوم الناس لرب العالمين ) المطففين:6. يوم: ( بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ * وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ ) العاديات:9.
- ومما يعين على قيام الليل تذكر ظلمة القبر ووحشة القبر وهم القبر ، فقيام الليل نور الظلمة القبور ، ومما يعين على قيام الليل تذكر الأجر والمثوبة والعفو عن الخطيئة والذنب.
- تفنن السلف في قيام الليل، فمنهم من أمضى الليل راكعا، ومنهم من قطعه ساجدا، ومنهم من أذهبه قائما ، منهم التالي الباكي ، ومنهم الذاكر المتأمل ، ومنهم الشاكر المعتبر.
- لماذا أقفرت بيوتنا من قيام الليل، لماذا خوت من التلاوة. لماذا شكت منازلنا من قلة المتهجدين:
|
أيـا دار سـلمى كـنت أول منزل نزلنا به والركب ضبحت بلابله |
- إذا أظلم الليل نامت قلوب الغافلين ، وماتت أرواح اللاعبين ، حينها تحي القلوب المؤمنة ، وتسهر العين الخائفة.
|
نـــامـــت الأعـــيـــن إلا مــقــلـة وتذرف الدمع وترعى مضجعك |
- كيف ينام من يتذكر رقدة القبور ، والحشر يوم النشور ، وقاصمة الظهور، ما كنا نظن أن جيلا من المسلمين يسهر على البلوت والشطرنج والغناء، وقلة الحياة ، فرحماك يا رب:
|
كن كالصحابة في زهد وفي ورع الـقوم هـم مـا لـهم في الناس أشباه |
* صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال لابن عمر: ( يا عبد الله لا تكن كفلان كان يقوم الليل ثم ترك قيام الليل ) متفق عليه.
وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.