لفلي سمايل

الرجل الذي مات واقفاً !؟

تاريخ الإضافة : 16-11-1428 هـ

الرجل الذي مات واقفاً !؟

 

* لو استوقفت إحدى فتيات أو فتية المسلمين في هذا العصر ثم وجهت له السؤال التالي:

هل تعرف من هو مايكل جاكسون؟

- لأجابك على الفور بأنه مطرب أمريكي مشهور ينتمي إلى الأمريكان السود ..

ولكن لو وجهت إليه سؤالاً عن شخص أمريكي آخر من السود وهو (مالكوم أكس) لوجدت علامات الدهشة والاستغراب تعلو وجهه، وعندها لن تحّر جواباً..

* *

* فمن هو هذا الشخص المدعو (مالكوم أكس)الذي يجهله أكثر شباب الأمة الإسلامية؟

وما الذي يهمنا في أمره؟

 

- إن هذه الشخصية الهامة كان لها فضل كبير - بعد الله - في نشر الدين الإسلامي بين الأمريكان السود، في الوقت الذي كان السود في أمريكا يعانون بشدة من التميز العنصري بينهم وبين البيض، فكانوا يتعرضون لأنواع الذل والمهانة، ويقاسون ويلات العذاب وصنوف الكراهية منهم.

 

- في هذا المناخ المضطرب الذي يموج بكل ألوان القهر والإذلال ولد مالكوم أكس لأب كان قسيساً في إحدى الكنائس، وأم من جزر الهند الغربية، وعندما بلغ السادسة من عمره قُتل والده على أيدي البيض بعد أن هشموا رأسه ووضعوه في طريق حافلة كهربائية دهمته حتى فارق الحياة.. فبدأت أحوال أسرة مالكوم أكس تتردى بسرعة.. مادياً ومعنوياً.. وباتوا يعيشون على الصدقات والمساعدات الاجتماعية من البيض والتي كانوا يماطلون في إعطائها.. ومع هذه الظروف القاسية عانت والدة مالكوم أكس من صدمة نفسية تطورت حتى أدخلت مستشفى للأمراض العقلية قضت فيه بقية حياتها، فتجرع مالكوم أكس وأخواته الثمانية مرارة فقد الأب والأم معاً، وأصبحوا أطفالاً تحت رعاية الدولة التي قامت بتوزيعهم على بيوت مختلفة...

 

- في هذه الأثناء التحق مالكوم أكس بمدرسة قريبة كان فيها هو الزنجي الوحيد.. كان ذكياً نابهاً تفوق على جميع أقرانه فشعر أساتذته بالخوف منه مما حدا بهم إلى تحطيمه نفسياً ومعنوياً، والسخرية منه خاصة عندما رغب في استكمال دراسته في مجال القانون.. وكانت هذه هي نقطة التحول في حياته.. فقد ترك بعدها المدرسة وتنقل بين الأعمال المختلفة المهينة التي تليق بالزنوج.. من نادل في مطعم.. فعامل في قطار.. إلى ماسح أحذية في المراقص.. حتى أصبح راقصاً مشهوراً يشار إليه بالبنان، وعندها استهوته حياة الطيش والضياع فبدأ يشرب الخمر وتدخين السجائر، وكان يجد في لعبة القمار المصدر الرئيسي لتوفير أمواله.. إلى أن وصل به الأمر لتعاطي المخدرات بل والاتجار فيها، ومن ثم سرقة المنازل والسيارات.. كل هذا وهو لم يبلغ الواحدة والعشرين من عمره بعد.. حتى وقع هو ورفاقه في قبضة الشرطة.. فأصدروا بحقه حكماً مبالغاً فيه بالسجن لمدة عشر سنوات بينما لم تتجاوز فترة السجن بالنسبة للبيض خمس سنوات.

 

- وفي السجن انقطع مالكوم أكس عن التدخين أو أكل لحوم الخنزير، وعكف على القراءة والإطلاع إلى درجة أنه التهم آلاف الكتب في شتى صنوف المعرفة فأسس لنفسه ثقافة عالية مكنته من استكمال جوانب النقص في شخصيته.

 

- خلال ذلك الوقت.. اعتنق جميع إخوة مالكوم أكس الدين الإسلامي على يد الرجل المسمى (السيد محمد إلايجا) والذي كان يدَّعي أنه نبي من عند الله مرسل للسود فقط!!.. وسعوا لإقناع مالكوم أكس بالدخول في الإسلام بشتى الوسائل والسبل حتى أسلم.. فتحسنت أخلاقه، وسمت شخصيته، وأصبح يشارك في الخطب والمناظرات داخل السجن للدعوة إلى الإسلام.. حتى صدر بحقه عفو وأطلق سراحه لئلا يبقى يدعو للإسلام داخل السجن.

 

- كان مالكوم أكس ينتسب إلى حركة (أمة الإسلام ) والتي كان لديها مفاهيم مغلوطة، وأسس عنصرية منافية للإسلام رغم اتخاذها له كشعار براق وهو منها براء.. فقد كانت تتعصب للعرق الأسود وتجعل الإسلام حكراً عليه فقط دون بقية الأجناس، في الوقت الذي كانوا يتحلون فيه بأخلاق الإسلام الفاضلة، وقيمه السامية... أي أنهم أخذوا من الإسلام مظهره وتركوا جوهره ومخبره.

 

- استمر مالكوم أكس في صفوف (أمة الإسلام) يدعو إلى الانخراط فيها بخطبه البليغة، وشخصيته القوية.. فكان ساعداً لا يمل، وذراعاً لا تكّل من القوة والنشاط والعنفوان... حتى استطاع جذب الكثيرين للانضمام إلى هذه الحركة.

 

- رغب مالكوم أكس في تأدية الحج، وعندما سافر رأى الإسلام الصحيح عن كثب، وتعرف على حقيقته، وأدرك ضلال المذهب العنصري الذي كان يعتنقه ويدعو إليه.. فاعتنق الدين الإسلامي الصحيح، وأطلق على نفسه (الحاج مالك الشباز).

 

- وعندما عاد نذر نفسه للدعوة إلى الإسلام الحقيقي، وحاول تصحيح مفاهيم جماعة (أمة الإسلام) الضالة المضلة.. إلا أنه قوبل بالعداء والكراهية منهم.. وبدءوا في مضايقته وتهديده فلم يأبه لذلك، وظل يسير في خطى واضحة راسخة يدعو للإسلام الصحيح الذي يقضي على جميع أشكال العنصرية.

 

- وفي إحدى خطبه البليغة التي كان يقيمها للدعوة إلى الله أبى الطغاة إلا أن يخرسوا صوت الحق.. فقد اغتالته أيديهم وهو واقف على المنصة يخطب بالناس عندما انطلقت ست عشرة رصاصة غادرة نحو جسده النحيل الطويل.. وعندها كان الختام.. ولنعم الختام.. نسأل الله أن يتقبله في عداد الشهداء يوم القيامة.

 

وبعد هذا كله ألا يحق لنا أن نسأل من هو مالكوم أكس؟

 

وللاستزادة من سيرة هذا البطل أحيلكِ على كتاب بعنوان: مالكوم أكس،

تأليف: اليكس هاليبي، ترجمة: ليلى أبو زيد.

 

مع التحية لـ

um_hind

مواضيع ذات صلة

إضف تعليقك

فضلا اكتب ماتراه فى الصورة

تعليقات الزوار (34)

ملاحظة للأخوة الزوار : التعليقات لا تعبر بالضرورة عن رأي موقع لفلي سمايل أو منتسبيه، إنما تعبر عن رأي الزائر وبهذا نخلي أي مسؤولية عن الموقع..

ماجد السعودية

بارك الله فيك ..... موضوع رائع

حسان

جزاك الله خيرا أسأل الله العلي القدير أن يجزيه أفضل الجزاء ويرحمه رحمة واسعة

أم سعيد

رحمه الله رحمة واسعه وجزاه الله خير الجزاء

عبدالمعز

بارك الله فيكم ويقدرك الله على مساعدتنا فى الاستزادة من المعلومات الغير معلومة لنا مثل هذا الموضوع

hamid chabane

بارك الله فيك .. معلومات قيمة ورجل مسلم شامخ نجهله

نــ قطر ــور

بارك الله فيكم ورحم الله مالكوم واسكنه فسيح جناته

غرام

جزاكم الله كل خير عنا وعن امة المسلمين لكم جزيل الشكر والخير

heba

بصراحة موضوع جميل وجديد .. بارك الله فيكم

أحمد صابر

بارك الله فيك ..... موضوع رائع

أبو القاسم الشرقاوي

أحسن الله عزءنا في هذا الأسد الضرغام الذي كنت لا أعرف عنه شيئا إلا الآن وزاكم الله خير الجزاء

سامية

شكرا جزيل الشكر على هذه المعلومات القيمة بخصوص هذه الشخصية التي حقا لم اكن اعلم عنها

Ameer Al-Laham

السلام عليكم أخوتي الأكارم سعيد جدا بتلقي المزيد والمزيد من الفائدة منكم ولكن بالإشارة إلى موضوعكم الشيق الرجل الذي مات واقفاً مالكوم إكس أحببت أن ألفت انتباهكم إلى أن عملية التصفية الجسدية التي تعرض لها الشهيد خضعت وما تزال للعديد من التحليلات والتفسيرات وأظن إنه يجدر الإشارة إلى أن دوافع الحكومة الأمريكية في ذلك الوقت كانت قوية لتصفية الدعوة الإسلامية في مهدها وزرع الفتنة والعداءات بين الجماعات وإن كان بعضها على باطل، وكثير من أصابع الاتهام موجهة للحكومة الأمريكية بتنسيق وتنفيذ عملية الاغتيال وأظن انه من المناسب التنويه لهذه التحليلات وإن لم نقل الحقائق إلى القراء الأكارم. وهذا اقتباس من موقع ويكيبيديا .. مماته وصاغ بعد عودته أفكارا جديدة تدعو إلى الإسلام الصحيح، الإسلام اللاعنصري، وأخذ يدعو إليه، ونادى بأخوة بني الإنسان بغض النظر عن اللون، ودعا إلى التعايش بين البيض والسود، وأسس منظمة الاتحاد الأفريقي الأمريكي، بأفكار من أفكار أمة الإسلام وهي تتعارض مع أفكار الأمريكان البيض؛ لذلك هاجموه وحاربوه، وأحجمت الصحف الأمريكية عن نشر أي شيء عن هذا الاتجاه الجديد، واتهموه بتحريض السود على العصيان، فقال: "عندما تكون عوامل الانفجار الاجتماعي موجودة لا تحتاج الجماهير لمن يحرضها، وإن عبادة الإله الواحد ستقرب الناس من السلام الذي يتكلم الناس عنه ولا يفعلون شيئا لتحقيقه". بتنامي الخلافات بين مالكوم وأمة الاسلام، قامت بعض الجهات بإعطاء أوامرها بقتل مالكوم وفي إحدى محاضراته يوم الأحد (18 شوال 1384هـ= 21 فبراير 1965م) صعد مالكوم ليلقي محاضرته، ونشبت مشاجرة في الصف التاسع بين اثنين من الحضور مفتعلة، فالتفت الناس إليهم، وفي ذات الوقت أطلق ثلاثة أشخاص من الصف الأول 16 رصاصة على صدر هذا الرجل، فتدفق منه الدم بغزارة، وخرجت الروح من سجن الجسد. وقامت شرطة نيويورك بالقبض على مرتكبي الجريمة، وتم الإدعاء بأنهم من حركة أمة الإسلام وهذا ربما يكون غير حقيقي، ومن المفارقات أنه بعد وفاته بشهر أقر الرئيس الأمريكي جونسون مرسوما قانونيا ينص على حقوق التصويت للسود، وأنهى الاستخدام الرسمي لكلمة "نجرو"، التي كانت تطلق على الزنوج في أمريكا. ملاحظة: حسب صداقاتي مع بعض الإخوة في أمريكا علمت أنه قد طرأت تحولات جذرية على جماعة أمة الإسلام حيث تسلم الشيخ وارث الدين محمد ابن محمد أليجا زعامة الجماعة وقام بحضور دورات شرعية مكثفة في سوريا للتعرف على الإسلام الصحيح وعاد منها بمفاهيم جديدة وحقيقية عن الإسلام والدين الحق وقام بنقل هذه التحولات إلى أعضاء جماعته مما أوجد انشقاقات في هذه الجماعة ولكن إن شاء الله تصححت الكثير من مفاهيمهم والله أعلم

رنودانى

فعلا لأول مره أسمع عن هذي الشخصية....رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه

mohamed tarek

بارك الله فيك ويقدرك الله على مساعدتنا فى الاستزادة من المعلومات الغير معلومة لنا مثل هذا الموضوع