* أسباب اندلاع الحرب العالمية الثانية:

- ساهمت عدة عوامل في اندلاع الحرب العالمية الثانية من بينها معاهدات السلام التي فرضها الحلفاء على الدول المنهزمة وخاصة معاهدة فرساي المفروضة على ألمانيا التي لم تكن عادلة في شروطها إذ كان رد فعل النظام النازي إلغاء هذه المعاهدة ورد الاعتبار إلى الشعب الألماني كما وقد أدت الأزمة العالمية سنة 1929 والتي شهدتها أوربا إلى ضعف الأنظمة الديمقراطية وبروز الأنظمة الديكتاتورية وبالتالي توتر العلاقات الدولية.

* دور السياسة التوسعية للأنظمة الديكتاتورية:

- مع بداية الثلاثينات شرعت كل من اليابان وايطاليا وألمانيا في تطبيق سياستها التوسعية وخرق المعاهدات المفروضة عقب الحرب العالمية الأولى والانسحاب من عصبة الأمم وتمثلت هذه السياسة التوسعية في هجوم اليابان على الصين واجتياحها لها والتوسع الإيطالي على الحبشة أما ألمانيا فقد طبقت سياستها التوسعية بشكل تدريجي على حساب مناطق وأقاليم في أوروبا الوسطى والشرقية.

- كما أن عصبة الأمم بدورها عجزت عن حل النزاعات الدولية الكبرى ولم تحرك ساكنا في وجه الأنظمة الديكتاتورية وزاد من ضعفها انسحاب هذه الدول من عصبتها وتكوين أحلاف إستراتيجية فيما بينها استعدادا للحرب.

- وتكرس هذا التحدي من جانب الأنظمة الديكتاتورية من خلال دعمها للحزب اليميني بزاعمة فرانكو في الحرب الأهلية الأسبانية ما بين 1936-1939.

- إضافة إلى هذه العوامل تعتبر الأزمة البولونية السبب المباشر في اندلاع الحرب العالمية الثانية إذ أن نجاح هتلر في ضم النمسا وتشيكوسلوفاكيا زاد من رغبته في ضم بولونيا في إطار البحث عن مجال حيوي إضافي في الجهة الشرقية وهكذا بدا الجيش النازي في اجتياح التراب البولوني وهو الحدث الذي أشعل فتيل الحرب العالمية الثانية بين ألمانيا وحلفائها من جهة والحلفاء التقليدين فرنسا وبريطانيا من جهة أخرى وهي حرب اتسع نطاقها الجغرافي بدخول أمريكا والاتحاد السوفيتي.

* المراحل:

- مرت الحرب العالمية الثانية بمرحلتين أساسيتين ما بين 1939-1945.

- عرفت المرحلة الأولى: انتصارات دول المحور ما بين 1939-1942 إذ حققت خلالها ألمانيا انتصارات ميدانية كبرى على الحلفاء باحتلالها لفرنسا وقصفها للمدن البريطانية واكتساحها لبولونيا وهجومها على الاتحاد السوفيتي سنة 1941 وتوسعها في شمال أفريقيا والبلقان.

- بينما حققت اليابان توسعاتها مهددة المصالح الأمريكية بقصفها لقاعدة بيرل هاربور سنة 1941.

- أما المرحلة الثانية ( حملة نورماندي ): فتميزت بانقلاب ميزان القوة لحساب الحلفاء ما بين 1942-1945 فقد حققت دول الحلفاء انتصارات كبيرة من خلال دخول أمريكا والاتحاد السوفيتي الحرب وتعزيزها لموقف الحلفاء عسكريا مما أدى إلى تراجع قدرات دول المحور في إفريقيا الشمالية وأوروبا الغربية حيث نجح الجيش الأحمر السوفيتي في هزم الجيش النازي في معركة ستالينغراد والقيام بهجوم على امتداد أوربا الشرقية أما الأمريكيون فقد حققوا انتصاراتهم على اليابان بإلقاء قنبلتين نوويتين على هيروشيما ونكازاكي لإرغامها على الاستسلام سنة 1945.

* النتائج:

- الحصيلة البشرية والمادية: أدت الحرب العالمية الثانية إلى خسائر بشرية في صفوف المدنين والعسكريين عند جميع الدول المتحاربة بدرجات متفاوتة مع تضرر كبير لدى الاتحاد السوفيتي كما أدت إلى دمار هائل في التجهيزات والبنيات التحتية والأراضي الفلاحية وارتفاع كتلة الحرب على شعوب الدول المنهزمة من الناتج الداخلي الخام وإلى تراجع الإنتاج الصناعي.

- الحصيلة السياسية: من الناحية السياسة تم وضع خريطة سياسية جديدة لأوروبا كما ضم الاتحاد السوفيتي أراضي من أوروبا الشرقية. أما فرنسا فقد استرجعت منطقتي الالزاس واللورين من جديد كما تأسست هيئة الأمم المتحدة من أجل الحفظ على الأمن والسلم الدوليين والدفاع عن القيم الديموقراطية وحقوق الإنسان. وبرزت قوتين جديدتين أمريكا و الاتحاد السوفيتي.

* وإليك أخي القارئ تلخيص بسيط للمرحلة الثانية في الحرب العالمية الثانية وهي حملة النورماندي:

- بالإنجليزية: Invasion of Normandy‏ .. الاسم الكودي هو عملية نيبتون بالإنجليزية:

Operation Neptune‏ وهي سلسلة من المعارك قامت ما بين 1942-1945 بين ألمانيا النازية وقوات الحلفاء كجزء من صراع كبير خلال الحرب العالمية الثانية.

- وأهمية هذه المعركة هي نزول قوات الحلفاء إلى أوروبا ونقل المعركة مباشرة ضد الألمان. وهي الجزء المبدأي من حملة تنقسم لعدة مراحل عرفت بمجملها باسم حملة نورماندي.

- تم إنزال قوات أمريكية وبريطانية على شواطئ (نورماندي) الواقعة في شمال فرنسا، وقد شاركت فها 6900 من السفن الحربية (من ضمنها 4100 سفينة إنزال)، و 12,000 طائرة حربية، ومليون جندي بين مظلايين وقوات بحرية.

- قاد العملية الجنرال الأمريكي (أيزنهاور)، وتمكّن الحلفاء من احتلال الشاطئ، ثم أكملوا باتجاه مدينة (برلين).

* استعداد الحلفاء:

- كان قادة الحلفاء يدركون بأن النازيين يتوقعون بأن الضربة ستكون في كالي، هذا بالإضافة إلى منطقة نورماندى. في الشهر السابق للإنزال، ازدادت الهجمات الجوية في حدتها وأصبحت بصورة دائمة، وكانت الأساطيل الجوية بحمولاتها المدمرة تنطلق من القواعد البريطانية لضرب مصانع الإمدادات والوقود والمطارات.

* استعداد الألمان:

- بحلول عام 1944، عرف النازيون أن هجوم الحلفاء أمر حتمي، ولكنهم لم يعرفوا موعده أو مكان انطلاقه، كانوا يعتقدون أن الهجوم سيتم من أضيق منطقة في القنال على ساحل مدينة كالي، نتيجة لذلك تركزت أقوى قواتهم هناك، أما الهدف الفعلي فكان من أفضل ما حفظ من أسرار الحرب، إذ كان الهجوم سيكون على طول 50 ميلا من شاطئ مقاطعة نورماندى، حيث يندفع بقوة غرب نهر الاورن إلى شاطئ في شبه جزيرة كوكونتا الذي يشرف عليها مرفأ شربورج الحيوي. في تلك الفترة تراجعت القوة العظيمة للقوات الجوية النازية اللوفتواف.

* الإنزال في 6 يونيو:

- تم تأجيل برنامج العمليات الضخم الذي كان مقررا في يوم 5 يونيو 1944 لمدة يوم واحد، وذلك بسبب سوء الأحوال الجوية، ومع أن التوقعات الجوية في اليوم التالي ابعد من أن تكون مثالية، إلا أن أي تأجيل آخر قد يتطلب إلى ما يقل عن أسبوعين كي تتوفر أفضل الظروف، إلى جانب العواقب المحتملة من تأجيل المهمة مرة أخرى التي قد تؤدى إلغائها في حالة كشف الألمان لأسرار العملية.

- اتخذ القرار الجنرال دووايت ايزنهاور القائد العام لقوات الحلفاء، فقرر أن يتم الاجتياح كما قدر له في يوم 6 يونيو من عام 1944، وبدأ الأسطول الضخم تحركه في مياه القنال. وهو أكبر إنزال للقوات في القرن العشرين.

- بعد ثلاث ساعات من بدء الهجوم، ضمن الحلفاء موقع قدم لهم على الشاطئ، وأذيع أول إعلان عن ذلك من لندن. تدفقت الإمدادات والجنود والعتاد إلى الشاطئ بكميات كبيرة، وخلال 12 يوم تدفق إلى الشاطئ ما يزيد عن 600000 جندي وأكثر من 90000 مركبة استعدادا للهجوم العنيف نحو الداخل.

بعض الصور النادرة لأكبر إنزال في القرن العشرين للقوات البحرية والمظلية لدول التحالف 

وهذا صور حديثة للشاطئ الذي تم إنزال القوات عليه